تفسير جزء عم (سورة عبس)(3)
بسم الله الرحمن
الرحيم
( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ
امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ *
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا
قَتَرَةٌ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) سورة عبس (33ـ 42)
الفوائد من هذه الآيات:
1) ذكر حال الآخرة.
في قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ
الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ
امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)(عبس:33ـ 37)
1ـ قوله تعالى (فَإِذَا
جَاءَتِ الصَّاخَّةُ) عبس:33
قال ابن عباس :
( الصاخة ) اسم من أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذر عباده . .(تفسير
ابن كثير 474/4)
س: ما سبب تسمية يوم القيامة بالصاخة؟
سميت بذلك لأنها تصخ الأسماع ، أي تبالغ في إسماعها حتى تكاد تصمها .(تفسير ابن كثير 474/4)
2ـ قوله تعالى (يَوْمَ
يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) (عبس:34ـ36)
أي يراه ويفر منه ويبتعد منه لأن الهول عظيم والخطب جليل. .(تفسير
ابن كثير 474/4)
ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } من أخيه شقيقه أو لأبيه أو لأمه
ـ قوله تعالى { وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ } الأم والأب المباشر، والأجداد أيضاً، والجدات
يفر من هؤلاء كلهم.
ـ قوله تعالى { وَصَاحِبَتِهِ ) زوجته.
ـ قوله تعالى { وَبَنِيهِ } وهم أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه. ويفر
من هؤلاء كلهم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 436/10).
قال أهل العلم:
يفر منهم لئلا يطالبوه بما فرط به في حقهم من أدب وغيره، لأن كل واحد
في ذلك اليوم لا يحب أبداً أن يكون له أحد يطالبه بشيء . (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 436/10).
3ـ قوله تعالى { لِكُلِّ
امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } عبس:37
كل إنسان مشتغل بنفسه لا ينظر
إلى غيره .
ولهذا لما قال النبي عليه
الصلاة والسلام:
«إنكم تحشرون يوم القيامة حفاة، عراة، غرلاً» قالت عائشة ـ رضي الله عنها
ـ: «الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض» ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأمر أعظم
من أن ينظر بعضهم إلى بعض» (خرجه البخاري كتاب الرقاق، باب الحشر، (6527) ومسلم كتاب صفة الجنة
باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (2859) (56) (التفسير الثمين الشيخ محمد
العثيمين 436/10).
2) أقسام الناس في
يوم القيامة .
في قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ
مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ *تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
* أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ) عبس (38ـ 42)
* ثم قسّم الله الناس
في ذلك اليوم إلى قسمين
1ـ قوله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ
* ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ) عبس(38ـ39)
ـ قوله{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } يعني يوم القيامة
ـ قوله(مُّسْفِرَةٌ) من الإسفار وهو الوضوح لأنها وجوه المؤمنين
تُسفر عما في قلوبهم من السرور والانشراح
ـ قوله { ضَاحِكَةٌ } يعني متبسمة، وهذا من كمال سرورهم
ـ قوله{ مُّسْتَبْشِرَةٌ } أي قد بشرت بالخير لأن الملائكة تتلقاهم
بالبشرى يقولون {سلام عليكم}(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 436/10).
قال ابن كثير:
أي مسرورة فرحة من سرور قلوبهم قد ظهر البشر على
وجوههم.(تفسير
ابن كثير 475/4)
2ـ قوله تعالى (وَوُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ
الْفَجَرَةُ) عبس (40ـ42)
ـ
قوله { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } يعني يوم القيامة
ـ قوله { عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } أي شيء كالغبار؛ لأنها ذميمة قبيحة
ـ قوله { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } أي ظلمة
ـ قوله { أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ } الذين جمعوا بين الكفر والفجور، نسأل الله
العافية
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن
وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة إنه جواد كريم. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 436/10).
تم بحمد الله تفسير سورة عبس
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق