الخميس، 30 أغسطس 2018


(فَصْلٌ الإيمان بكل ما أخبر به الرسول (7)

(الصراط ـ الشفاعة ـ الجنة والنار)

الحمد الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

قال المؤلف:

وَالصِّرَاطُ حَقٌّ, يَجُوزُهُ اَلْأَبْرَارُ, وَيَزِلُّ عَنْهُ اَلْفُجَّارُ, وَيَشْفَعُ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم ) فِيمَنْ دَخَلَ اَلنَّارَ مِنْ أُمَّتِهِ مِنْ أَهْلِ اَلْكَبَائِرِ, فَيَخْرُجُونَ بِشَفَاعَتِهِ بَعْدَمَا اِحْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا وَحُمَمًا, فَيَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ, وَلِسَائِرِ اَلْأَنْبِيَاءِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةِ شَفَاعَاتٌ قَالَ تَعَالَى: ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)(الانبياء: من الآية28) وَلَا تَنْفَعُ اَلْكَافِرَ شَفَاعَةُ اَلشَّافِعِينَ

وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلُوقَتَانِ لَا تَفْنَيَانِ فَالْجَنَّةُ مَأْوَى أَوْلِيَائِهِ, وَالنَّارُ عِقَابُ لِأَعْدَائِهِ,

وأهل الجنة مخلدون (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ) (الزخرف:74) (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) (الزخرف:75)

وَيُؤْتَى بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ, فَيُذْبَحُ بَيْنَ اَلْجَنَّةِ وَالنَّارِ, ثُمَّ يُقَالُ "يَا أَهْلَ اَلْجَنَّةِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ, وَيَا أَهْلَ اَلنَّارِ خُلُودٌ وَلَا مَوْتَ"


* المسائل على هذا المتن:

1) الصراط.

الصراط لغة: الطريق

وشرعًا: الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس عليه إلى الجنة.

* ثابت بالكتاب والسنة وقول السلف.

1ـ من الكتاب.

قال الله تعالى:{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا}[مريم: 71] .

فّسَّرها عبد الله بن مسعود وقتادة وزيد بن أسلم بالمرور على الصراط، وفسرها جماعة منهم ابن عباس بالدخول في النار لكن ينجون منها.

2ـ من السنة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون: اللهم سلم سلم "البخاري: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة: 22] "7439".ومسلم: كتاب الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية "183" "302".

3ـ الاجماع.

اتفق أهل السنة على إثباته.(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ126).

قال الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله.

الصراط على هذا هو على متْنِ جهنم يمر الناس عليه بأعمالهم، وقال بعض العلماء: إن سيرهم على الصراط الحسي الذي في الآخرة على قدر سيرهم على الصراط المعنوي الذي في الدنيا المذكور في

 قوله تعالى: (وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)(الصافات:118)

قال تعالى:( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ)(الأنعام:153)  

  قال تعالى:(صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)(الشورى:53) (الارشاد شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ 80)

* صفة الصراط.

سئل النبي - صلى الله عليه وسلم- عن الصراط فقال:

 "مدحضة مزلة عليها خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان" رواه البخاري ومسلم.

 وله من حديث أبي هريرة: "وبه كلاليب مثل شوك السعدان غير أنها لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، يخطف الناس بأعمالهم" البخاري: كتاب الرقاق: باب الصراط جسر جهنم "6573".ومسلم: كتاب الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية "182" "299". من حديث أبي هريرة مطولا.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: "بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف" ذكره الإمام مسلم في صحيحه عقب روايته لحديث أبي سعيد الخدري "183" "302" المتقدم، قال: قال أبو سعيد: بلغني أن الصراط أحدُّ من السيف وأدَقٌ من الشَّعرة، وراجع تعليق الحافظ ابن حجر في الفتح "454/11" على هذا البلاغ في بحث جيد. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ126ـ127)

* العبور على الصراط وكيفيته:

قال الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله:

وذكر في الحديث أن هذا المرور على متن جهنم، وأنه هو الذي ذكره الله تعالى، وسماه ورودا في قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا )(مريم:71)  

يعني وارد جهنم، وأنهم إذا مروا عليها فإن من يحس بها هم الفسقة والكفار ونحوهم، وكثير منهم يزل من الصراط ويسقط في النار أو تخطفه تلك الكلاليب وتسقطه في النار. (الارشاد شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ 80)

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: "فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناجٍ مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم" .البخاري: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} [القيامة: 22] "7439".ومسلم: كتاب الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية "183" "302".

 وفي صحيح مسلم: "تجرى بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا" مسلم: كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة "195" "329"

 وفي صحيح البخاري: "حتى يمر آخرهم يسحب سحبا". البخاري: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ , إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] "7439" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ127)

* أول العبور على الصراط من الأمم.

وأول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن الأمم أمته لقوله النبي صلى الله عليه وسلم:

 "فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم". البخاري كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ , إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] "7437" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ127)

* القنطرة .

قال الشيخ صالح آل الشيخ:

بعد العبور على الصراط يقفون الناس على قنطرة بين الجنة والنار ليقتص المظالم بينهم ولأجل تنقية ما في القلوب من الغل والحقد والبغضاء حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل .

لقوله تعالى :{ وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًاعَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِين } سورة الأعراف (43)

 ثم بعد ذلك يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول إلى الجنة .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا )(الكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبد العزيز السلمان)(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ )



2) الشفاعة.

الشفاعة لغة: جعل الوتر شفعًا.

واصطلاحًا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة والشفاعة يوم القيامة (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ128).

* أنواع الشفاعة:

نوعان 1/ خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم.        2/عامة له ولغيره.

1)- الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم وهي أنواع :

1- شفاعته لأهل الموقف وهي الشفاعة العظمى ، وهذه الشفاعة اتفقت طوائف الأمة عليها

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

. فالخاصة به صلى الله عليه وسلم شفاعته العظمى في أهل الموقف عند الله ليقضي بينهم حين يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون فيذهبون إلى آدم فنوح فإبراهيم فموسى فعيسى وكلهم يعتذرون فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيشفع فيهم إلى الله فيأتي سبحانه وتعالى للقضاء بين عباده.( (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ128)

2-الشفاعة في دخول أهل الجنة الجنه ، جاء في الحديث : (آتي يوم القيامة باب الجنة , فأستفتح , فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد فَيَقُولُ : بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لا أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم (292).

الشفاعة في عمه أبي طالب :

شفاعته عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه وإنه لأهون أهل النار عذاباً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )(صحيح مسلم 209).

ب- الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين .

1- شفاعته عليه الصلاة والسلام في رفع درجات بعض أهل الجنة ، تكون له ولغيره ، كما قال صلى الله عليه وسلم في أبي سلمة : « اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلَمَة ، وَارْفَعْ درَجَتهُ في المَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِين، واغْفِرْ لَنَا ولَه يَا ربَّ الْعَالمِينَ ، وَافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ ، وَنَوِّرْ لَهُ فيه » رواه مسلم في كتاب الجنائز 2/634

2-الشفاعة في إخراج بعض العصاة من النار ، وهذه تكون له ولغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ، وهذه الشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أهل الكبائر أن يخرجوا منها ,بعدما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن – أو كَمَا قَالَ : تُصِيبُهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ ، أَوْ قَالَ : بِخَطَايَاهُمْ فَيُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً ، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ) رواه أحمد. في المسند(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ )

* أقسام الناس في الشفاعة.

القسم الأول:  المشركون القبوريون.

 يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، فالمشركون الأولون حكى الله عنهم أنهم قالوا:(هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ )(يونس:18)

 يعنون: معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، ونحوهم: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، أي: يشفعون لنا ،

 وكذلك يقول القبوريون المعاصرون الآن:

 يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله، بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة,  ، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه وبالسادة المقربين عنده ! هذا قول المشركين، يثبتون شفاعة كل ولي من الأولياء لكل من طلبها منه، وقد وقعوا بهذا في شرك الأولين، وقاسوا الخالق بالمخلوقين, والله تعالى ذكر عن مؤمن يس قوله تعالى:(أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا )(يس:23) 

القسم الثاني:  المعتزلة والخوارج

 أنكروا الشفاعة لأنهم يعتقدون أن العصاة وأهل الكبائر مخلدون في النار لا يخرجون منها، وأن كل من عمل كبيرة ومات مصرًّا عليها فهو مخلدٌ لا تغني عنه الشفاعة ولا تنفعه ، ويستدلون بالآيات التي فيها نفي الشفاعة مثل

قوله تعالى :(لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ )(البقرة:123) 

ومثل قوله تعالى: (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ) (البقرة:254)

 ويقولون: هذه الآيات تنفي الشفاعة، فليس هناك شفاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لغيره ، هذا ما قاله المعتزلة والخوارج بناءً على تخليدهم أهل الكبائر في النار.

القسم الثالث: أهل السنة

يثبتون الشفاعة ولكن بشرطين:

الشرط الأول: الإذن للشافع.

الشرط الثاني: الرضا عن المشفوع, جمع الله الشرطين في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )(النجم:26)  

وذكر الإذن في قوله تعالى:(مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ )(البقرة:255)  

وذكر الرضا في قوله تعالى:( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى )(الأنبياء:28) 

فهذان شرطان للشفاعة، وهي الشفاعة المثبتة: الإذن للشافع، والرضا عن المشفوع له ، والإذن يكون للأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ 81)




3) الجنة والنار.

الجنة لغة: البستان الكثير الأشجار

وشرعًا: الدار التي أعدها الله في الآخرة للمتقين.

والنار لغة: معروفة

 وشرعًا: الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين.

وهما مخلوقتان الآن لقوله تعالى في الجنة:{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}[آل عمران: 133] .

وفي النار:{أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين} [البقرة: 24] .

والإعداد: التهيئة ولقوله صلى الله عليه وسلم حين صلى صلاة الكسوف:

"إني رأيت الجنة فتناولت منها عنقودًا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرًا قط أفظع منها".(البخاري: كتاب الكسوف: باب صلاة الكسوف جماعة "1052".مسلم: كتاب الكسوف: باب ما عرض على النبي - صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار "907" "17" من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ131)

* الجنة والنار لا تفنيان.

لقوله:{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [البينة: 8] .

وأما في النار {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا , إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}[النساء: 168، 169] (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صــ132 ـ 133).

* مكان الجنة والنار.

ـ الجنة في أعلى عليين

ـ لقوله تعالى:{كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ}[المطففين: 18]

ـ وقوله صلى الله عليه وسلم- في حديث البراء بن عازب المشهور في قصة فتنة القبر: "فيقول الله –عز وجل- اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه إلى الأرض" حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند(4/ 287, 288, 295, 296)

ـ والنار في أسفل سافلين

ـ لقوله تعالى:{كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ} [المطففين: 7] .

ـ وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب السابق:

"فيقول الله تعالى اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى" حديث صحيح أخرجه أحمد في المسند(4/ 287, 288, 295, 296) (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صــ 133).

* أهل الجنة وأهل النار.

ـ أهل الجنة كل مؤمن تقي؛ لأنهم أولياء الله، قال الله تعالى في الجنة:

{أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}[آل عمران: 133] .{أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}[الحديد: 21] .

ـ وأهل النار كل كافر شقي، قال الله تعالى في النار:

{أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[البقرة: 24] .{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّار}[هود: 106]( (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صــ 133).

* الكتب عن وصف الجنة والنار.

ذكر الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله:

وقد تكلم العلماء في هاتين الدارين؛ الجنة والنار وأطالوا فيهما،

ـ ففي الجنة: كتب ابن القيم  (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) ضمنه أبوابًا تتضمن كل ما ورد في ذكر الجنة ، ومع ذلك فقد ذكر أيضًا في آخر النونية أكثر من ألف بيت فيما يتعلق بالجنة.

ـ وأما النار: فكتب فيها كثير من العلماء، ومن أشهر من كتب فيها ابن رجب في كتابه المطبوع (التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار) ضمنه أبوابا في ذكر عذابها وحميمها وزقومها وأنهارها، وما يجري فيها ودركاتها، وما أشبه ذلك.(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ 83)



* ذبح الموت.

الموت زوال الحياة، وكل نفس ذائقة الموت، وهو أمر معنوي غير محسوس بالرؤية، ولكن الله تعالى يجعله شيئًا مرئيا مجسما، وَيُذْبَح بين الجنة والنار لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

"يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناديًا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت" ثم قرأ: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}[مريم: 39] . البخاري: كتاب التفسير من سورة مريم: باب {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} [مريم: 39] "4730".البخاري: كتاب الرقاق: باب صفة الجنة والنار "6548".((شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صــ 133).

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق