محاضرة عن (الاستقامة)
الحمد الله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
* معنى الاستقامة ؟
استقام ـ اعتدل واستوى(من لسان العرب 12/498)
* وكلمة الاستقامة كما فسرها أهل العلم :
قيل ـ
ـ الثبات
على الدين (فعل الطاعات وتر ك المحرمات)
ـ الاستقامة على الجهاد بأنواعه
ـ لزوم السنة والاخلاص لله تعالى ـ وهذا حقيقة الدين
.( شرح
الأربعين النووية الشيخ صالح ال الشيخ)
* أهمية الاستقامة.
مما يدل على أهميتها أن النبي عليه الصلاة السلام أمر بها قال تعالى
( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)هود:112)
* فضل الاستقامة .
· فضلها في الدنيا وفي الآخرة .
أ) في الدنيا :
سبب البسط الرزق والتوسع في الدنيا
قال تعالى :(وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ
مَاءً غَدَقًا)الجن
:16
ـ قال القرطبي.
أي لو آمن هؤلاء الكفار لو سعنا عليهم في الدنيا , وبسطنا لهم في الرزق
.(تفسير
القرطبي 19/17)
ب) في الآخرة .
قال تعالى:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ )فصلت :30ـ 32
فالآية تدل على نزول الملائكة
على المستقيمين عند الموت وفي القبر وعند البعث تأمنهم من الخوف عند الموت ,وتزيل عنهم
الحزن على فراق الأولاد فإن الله خليفتهم في ذلك
تبشر بمغفرة الذنوب والخطايا وقبول الأعمال , والبشرى بالجنة التي فيها
مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ
187)
* استقامة القلب :
س/ ماهي أصل الاستقامة ؟
أصل الاستقامة هو استقامة القلب على التوحيد .
ومتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته
, ورجائه ودعائه , والتوكل عليه والإعراض عما سواه , استقامت الجوارح كلها على طاعته.
لأن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده ’ فإذا استقام الملك استقامت جنوده
ورعاياه.
حديث(أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ). [أخرجه البخاري في الصحيح].
* استقامة اللسان .
واعظم ما يراعي استقامة بعد القلب من الجوارح اللسان ,فإنه ترجمان القلب
والمعبر عنه , يؤكد هذا ما ورد في رواية الترمذي
(قَلتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ ؟ قَالَ
: " فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ)(رواه الترمذي :حديث حسن صحيح.
* الأسباب المعينة على الاستقامة.
1/ تقوى الله سبحانه وتعالى ومراقبته.
2/ دعاؤه - جل وعلا- بالهداية: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6].
3/ الاستعانة بالله -عز وجل-، والتوكل عليه؛ لحديث
عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: «احْفَظِ الله يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تجده تُجَاهَكَ،
إذا سألتَ فاسْأَلِ الله، وإذا استعنتَ فاسْتَعِنْ بالله»، كما وَصَّاه بذلك الرسول
صلى الله عليه وسلم .
4/ طَلَبُ العلم الشرعي، نَعَم، العلم نورٌ يُنِيرُ
الطريق.
5/ لزوم الرُّفْقَة الصالحة، الجليس الصالح.
6/ الأعمال الصالحة، من بِرِّ الوالدين، وصِلَة الرَّحِم،
وكثرة النوافل، وغيرها.
7/ التوبة النصوح.
8/ قِرَاءة القرآنِ وتَدَبُّره.
9/ كَثْرَة الذِّكْر {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}
[الأحزاب:
41]
10/
الأمْر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله -عز وجل.
11/
تَذَكُّر الموت والآخرة.
12/ محاسبة النفس.
13/ النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
14/ قراءة كُتُب السَّلَف والنظر في حياتهم وأحوالهم،
15/ لزوم المساجد في الصلوات، ودروس العلم.
صل الله وسلم على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق