الجمعة، 24 أغسطس 2018


 لمعة الاعتقاد(11)

                         فَصْلٌ (الإيمان قول وعمل)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

قال المؤلف:

(وَالْإِيمَانُ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ, وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَعَقْدٌ بِالْجَنَانِ, يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ, وَيَنْقُصُ بِالْعِصْيَانِ, قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى: â(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5) ] فَجَعَلَ عَبَادَةَ اَللَّهِ تَعَالَى, وَإِخْلَاصَ اَلْقَلْبِ, وَإِقَامَ اَلصَّلَاةِ, وَإِيتَاءَ اَلزَّكَاةِ كُلَّهُ مِنْ اَلدِّينِ وَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) (( اَلْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً, أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ اَلْأَذَى عَنْ اَلطَّرِيقِ )) فَجَعَلَ اَلْقَوْلَ وَالْعَمَلَ مِنْ اَلْإِيمَانِ وَقَالَ تَعَالَى : (فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) [سُورَةُ اَلتَّوْبَةِ 24] وَقَال تعالىَ : (ليزدادوا إيمانا) [سُورَةُ اَلْفَتْحِ 4] وَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم )( يَخْرُجُ مِنْ اَلنَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ, أَوْ خَرْدَلَةٍ, أَوْ ذَرَّةٍ مِنْ اَلْإِيمَانِ ) فَجَعَلَهُ مُتَفَاضِلاً).



* المسائل على هذا المتن:

1) الإيمان:

الإيمان لغة: التصديق

واصطلاحاً: قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان.

مثال القول: لا إله إلا الله، ومثال العمل: الركوع، ومثال العقد: الإيمان بالله وملائكته وغير ذلك مما يجب اعتقاده. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ99)

* الأدلة من الكتاب والسنة:

1ـ من الكتاب.

قوله تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة: 5]

2ـ من السنة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطريق" أخرجه مسلم  كتاب الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها برقم (35).(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ99)



2) الإيمان يزيد وينقص.

والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

لقوله تعالى:{فَزَادَهُمْ إِيمَانا) [آل عمران: 173]

{لِيَزْدَادُوا إِيمَانا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ99)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة، أو خردلة أو ذرة من إيمان" رواه البخاري: كتاب الإيمان: باب زيادة الإيمان ونقصانه "44"..(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ99ـ 100)

*  أسباب زيادة الإيمان :-

1- معرفة الله بأسمائه وصفاته فإنه كلما زاد الإنسان معرفة بالله وبأسمائه وصفاته زاد إيمانه .

2- النظر في آيات الله الكونية والشرعية .

3- كثرة الطاعات والإحسان .

4- ترك المعاصي تقرباً إلى الله . (شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين رحمه الله صــ577ــــ     ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية (7) أوجه لزيادة الإيمان في كتابه ( الإيمان )




3) الفرق بين الاسلام والإيمان.

قال الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله.

والدين يشمل الإسلام والإيمان، كما في حديث جبريل المشهور

 الذي سأل فيه عن الإسلام، ففسره بالأعمال الظاهرة، ثم سأل عن الإيمان وفسره بالأعمال الباطنة، يعني لما قرن مع الإسلام الإيمان فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة والإيمان بأعمال القلب، ثم سأل عن الإحسان ، ففسره بالمراقبة والمشاهدة ، ثم أخبر بأن هذا كله من الدين قال (يعلمكم دينكم) وصار الإسلام والإيمان والإحسان كله من الدين.

وإذا قلت: هل هناك فرق بين الإسلام والإيمان؟

فيقال : إذا قُرنا جميعاً؛ فإن الإسلام: الأعمال الظاهرة، والإيمان: أعمال القلب، وأما إذا اقتصر على واحد منها، فإنه يعم الجميع. (الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ67)

س: ما معنى قوله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(الحجرات:14)؟

  قال الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله.

لكن قد يشكل على الإنسان بعض الأدلة مثل قوله تعالى :(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )(الحجرات:14) 

وقد كثر الكلام حول هذه الآية، ولا إشكال فيها والحمد لله ؛ وذلك لأن هؤلاء الأعراب أسلموا، يعني استسلموا ظاهراً، والإيمان لا بد أن يصير نابعا من القلب، وهؤلاء لم يصل الإيمان الحقيقي إلى قلوبهم.

فلأجل ذلك قال: (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فجعلهم مرتابين، أي في قلوبهم ريب، فأثبت لهم الإسلام، ونفى عنهم الإيمان 

 (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) وذلك لأنهم استسلموا ظاهرا وقلوبهم مترددة ، يعبدون الله على حرف، فإن أصابهم خيرٌ اطمأنوا به، وإن أصابتهم فتنة انقلبوا على وجوههم، فهؤلاء نفى عنهم الإيمان؛ لأن الإيمان منبعه من القلب، ويؤثر على الأبدان، يؤثر على السمع وعلى البصر، وعلى اليد وعلى الرجل وعلى اللسان، وهؤلاء إنما أعمالهم ظاهرها أنهم مسلمون، ولكن ليس معهم دافع الإيمان.(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله ابن جبرين صـ67)




4)المخالفون للحق في مسألة الإيمان .

1- المرجئة :-

 يقولون إن الإيمان قول واعتقاد ويخرجون العمل عن مسمى الإيمان وسموا مرجئة : لأنهم أرجئوا العمل عن مسمى الإيمان .

أدلتهم :(الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)( سورة العصر (3)

  عطفوا العمل على الإيمان .

الرد عليهم :

الصحيح أن الأعمال داخله في مسمى الإيمان ، فلا يكون المؤمن مؤمناً إلا بتلك الأعمال .

الأدلة :

1- (﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) سورة الأنفال (2)

 2- (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً, فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطريق) أخرجه مسلم  كتاب الإيمان: باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها برقم (35).

2- المعتزلة والخوارج :-

*  المعتزلة .

 يقولون : إذا ترك خصلة من خصال الإيمان أو فعل معصية يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر . فهو بين المنزلتين .

* الخوارج .

 إذا ارتكب ذنباً أو ترك طاعة, خرج من الإيمان وحل دمه وماله وفي الآخرة مخلدين في النار .

* معتقد أهل السنة والجماعة .

     أنه إذا ارتكب معصية فهو مؤمن لكن ناقص الإيمان أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، وفي الآخرة تحت رحمة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له . (شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للشيخ صالح آل الشيخ)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق