·
الصلاة (باب في صلاة أهل الاعذار )
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله
وصحبه أجمعين.
الأعذار: جمع عذر ، وهو الحجة التي يعتذر بها ، مما يرفع اللوم
عما حقه أن يُلام ؛ كالمرض ، والسفر ، والخوف .
وهذه الأعذار إذا وجدت في المصلي ، فإن الصلاة تختلف في بعض أحكامها من
حيث الهيئة والعدد .
والأصل في ذلك قول الله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ
وُسْعَهَا)البقرة
:286)
وقوله سبحانه :( مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ )الحج :78
·
أهل الأعذار
هم: 1/ المريض
2/ المسافر
3/الصلاة على الراحلة للعذر
4/ الخائف
1/ صلاة المريض
كيف يصلي المريض؟
أولاً: يجب على المريض أن يصلي الفريضة قائماً
ولو منحنياً, أو معتمداً على جدار, أو عصا يحتاج إلى الاعتماد عليه.
ثانياً: فإن كان لا يستطيع القيام صلى جالساً, والأفضل
أن يكون متربعاً في موضع والركوع.
ثالثاً: فإن كان لا يستطيع الصلاة جالساً صلى جنبه
متوجهاً إلى القبلة, والجنب الأيمن, فإن لم يتمكن من التوجه إلى القبلة صلى حيث كان
اتجاهه, وصلاته صحيحة, ولا إعادة عليه.
رابعاً: فإن كان لا يستطيع الصلاة على جنبه صلى
مستلقياً رجلاه إلى القبلة, والأفضل أن يرفع رأسه قليلاً ليتجه إلى القبلة, فإن لم
يستطع أن تكون رجلاه إلى القبلة صلى حيث كانت, ولا إعادة عليه.
خامساً: يجب على المريض أن يركع ويسجد في صلاته,
فإن لم يستطع أومأ بهما برأسه, ويجعل السجود أخفض من الركوع, فإن استطاع الركوع دون
السجود ركع حال الركوع, وأومأ بالسجود, وإن استطاع السجود دون الركوع سجد حال السجود,
وأومأ بالركوع .(فتاوى ورسائل
الشيخ محمد العثيمين 15/229)
سادساً: فإن كان لا يستطيع الإيماء برأسه في الركوع
والسجود أشار في السجود بعينه, فيغمض قليلاً للركوع, و يغمض تغميضاً للسجود. وأما الإشارة
بالإصبع كما يفعله بعض المرضى فليس بصحيح و لا أعلم له أصلاً من الكتاب, والسنة, ولا
من أقوال أهل العلم.
سابعاً: فإن كان لا يستطيع الإيماء بالرأس, ولا
الإشارة بالعين صلى بقلبه, فيكبر ويقرأ, وينوي الركوع, والسجود, والقيام, والقعود بقلبه(وَإِنَّمَا
لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) أخرجه
البخاري، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ (1/6)
ثامناً: يجب على المريض أن يصلي كل صلاة في وقتها
ويفعل كل ما يقدر عليه مما يجب فيها,
س/ مالحكم إذا شق عليه فعل كل صلاة في وقتها؟
فإن شق عليه فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب
والعشاء, إما جمع تقديم بحيث يقدم العصر إلى الظهر, والعشاء إلى المغرب, وأما الجمع
تأخير بحيث يؤخر الظهر إلى العصر, والمغرب إلى العشاء حسبما يكون أيسر له. أما الفجر
فلا تجمع لما قبلها ولا لما بعدها.
تاسعاً: إذا كان المريض مسافراً يعالج في غير بلده
فإنه يقصر الصلاة الرباعية فيصلي الظهر, والعصر, والعشاء على ركعتين, ركعتين حتى يرجع
إلى بلده سواء طالت مدة سفره أم قصرت. .(فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين 15/230)
سئل فضيلة الشيخ: محمد العثيمين رحمه الله
كيف يصلي المريض؟
فأجاب فضيلته بقوله: : إذا مرض الإنسان قلنا كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم لعمران بن حصين صلي الله عليه وسلم (صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً, فإن لم
تستطع فعلى جنبك)(رواه البخاري 1117)
فإن لم يستطع أومأ برأسه, أما الإيماء بالاصبع فلا أعلم قائلا به من العلماء
، ولا فيه سنة أيضأ، فهو عبث يعني من الحركة مكروهة، لأنها ليست بسنة ولا مشروعة، وأما
الحركة بالعين أو الإشارة بالعين.
فقد قال بها بعض العلماء:
إذا لم يستطع برأسه أومأ بعينه فيغمض قليلاً للركوع ثم أكثر للسجود, وأما
الإصبع فبناء على أنه اشتهر عند العامة فيكون فاعله جاهلاً ولا شيء عليه, لا يعيد صلاته.
لكن يجب على طلبة العلم إذا اشتهر
عند العامة ما ليس بمشروع أن يكرسوا جهودهم في التنبيه عليه؛
لأن العامة يريدون حقاً لكنهم جهال, فإذا سكت عن هذه الأشياء بقيت على
ما هي عليه, لكن إذا نشرت في المجالس, في الخطب, في المواعظ, في المحاضرات, نفع الله
بها. .(فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين
15/242)
صل الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين