السبت، 12 أبريل 2014

وصايا إيمانية


أولاً: لا تحقرن من المعروف شيئاً


لا تستقلوا قليلاً، ولا تستكثروا كثيراً، وأحسنوا النية؛ فربَّ صغير تعظِّمه النية، ورب عظيم صغرته النية.


والقليل أولى من القعود، حتى لو كان حديثاً لأهل، أو كلاماً لطفل، أو مسحاً لرأس يتيم، أو تبسماً لجار، أو نصحاً لرفيق في عمل، أو استماعاً لكلمة أو محاضرة أو قراءة قرآن، حتى لو كان ذلك في السيارة، وداوم فأحب العمل أدومه وإن قل، وكل ذلك يكسب الأجر، ويلحق بالركب.


فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7-8]^.




ثانياً: ألحق الطاعة بالطاعة


إذا فرغت فانصب: إذا فرغت من طاعة فانصب في طاعة أخرى، ألحق العمل بالعمل، والتعب بالنَصَب، ولا تغتر بالرأي؛ فالحكمة ضالة المؤمن، وهو أولى بها.



ما ضرك أيها المؤمن بدلاً من صرف الوقت فيما لا ينفع أن تتناول كتاباً لتقرأه وتلخصه، أو تستمع لمحاضرة، أو تطالع في سير الصحابة؟! وما أكثر الأعمال! بل والله أين الأوقات؟زيارة تكسب فيها صديقاً، أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، تعرفاً على تاجر يعين أنشطة الدعوة الإسلامية بماله، بحثاً عن شيخ يؤثر في مستمعيه، درساً للزوجة والأطفال ولو بالقراءة من كتاب، زيارة للمقابر، ذكراً وتذكراً للآخرة، حضور الجنائز، كثرة السنن، قيام الليل، صيام التطوع، صدقة السر، كل ذلك يكون في غير توان ولا بطالة؛ فإن التواني والبطالة -والله- لا يولدان إلا الخزي والندامة.


إن تيار الحياة محدود، وفرصة العيش بها قصيرة، فسددوا وقاربوا ولا تجهدوا أنفسكم فتملوا وتتركوا عملكم.



ثالثاً: الاستعجال من الشيطان


لا تستعجلوا؛ فإن الاستعجال يقود إلى الفشل، فتضطر إلى تكرار العمل، فلو جمعت الوقت الأول مع وقت الإعادة لكان أطول من وقت واحد.


أقول هذا لبعض المتعجلين الذين يتهمون أهل الأناة بالتباطؤ؛ لأنهم هم يستعجلون، وليتهم يفلحون ويعملون، لكن لا حاجة يدركون، ولا أرضاً يقطعون، ولا ظهراً يبقون، ولا لساناً يكفون، وفي ذلك يستعجلون.









رابعا: اترك الفراغ


إياكم والفراغ! فإن من مقت الإنسان أن يكون فارغًا ليس في عمل دنيا ولا آخرة، والوقت هو الحياة فلا يضيع..



خامساً: المسارعة في التوبة وطلب الخيرات


إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه؛ فإنه لا يدري متى يغلق عنه ذلك الباب


يليق بكم يا أيها الأخيار- أن تثقوا بأنفسكم أنكم أمثل من على الساحة، وأنكم أهل للإصلاح، وأهل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهل لأن تأخذوا الزمام، فلا تلتفتوا إلى وسوسة شيطان أو أكاذيب ملا، أو تخذيل مخذِّل، ولكن اعملوا، ومن أخطأ فليتب.


ووالله! ثم والله! ثم والله! لا يسعكم القعود، إبرأوا ممن إذا أقدمتم أحْجَم، وإذا أعربتم أعجم، ألحقوا العمل بالعمل؛ فالعمل يدفع إلى العمل، والحسنة تقود إلى الحسنة، والحركة تولِّد الحركة، والطاعة تجلب الطاعة.




أخيراً: لتكن لك خبيئة عند الله


ليكن لكل واحد منا خبيئة من عمل، لا يعلم بها إلا علام الغيوب؛ فلعلها الباقية النافعة.


أحبتي في الله: عليكم بمدارسة القرآن، ومدارسة السنة، ومدارسة السيرة، واقتدوا بجيل الصحابة، واتقوا الله وكونوا مع الصادقين.




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق