السبت، 21 مارس 2015


الحديث الرابع والعشرون ( من فضل الله على الناس)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

الحديث:

عن أبي ذرٍّ الغِفَاريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: { يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا.

 يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ , فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.

 يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ.

 يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ.

 يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.

 يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.

 يَا عِبَادِي، لَوْ  أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئًا.

 يَا عِبَادِي، لَوْ أنَّ أوَّلَكُم وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا.

 يا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.

 يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا, فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ}. رواه مسلِمٌ.

·       أهمية الحديث .

هذا الحديث عظيم الشأن ,لأنه اشتمل على بعض قواعد الدين وفروعه:

ـ فنص على تحريم الظلم ,وإقامة العدل وهذ من أعظم مقاصد الشريعة.

ـ كما نص على الدعاء بالهداية وطلب الحوائج والدعاء من أعظم العبادات.

ـ كما نص على إثبات بعض صفات الله , فالله غني عن خلقه كما نص على بعض الآداب.(قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ 210)


 
 

·       مفردات الحديث.

"حرمت الظلم " الظلم لغة : وضع الشئ في غير محله , وهو مجاوزة الحد أو التصرف في حق الناس بغير حق , وهو مستحيل على الله.

ومعنى حرمت الظلم على نفسي:أي لا يقع مني , بل تعاليت عنه وتقدست

" ضال " غافل عن الشرائع قبل إرسال الرسل.

" إلا من هديته " أرشدته إلى ما جاء به الرسل ووفقته إليه.

"صعيد واحد " أرض واحدة ومقام واحد , وأصل الصعيد : وجه الأرض.

" المخيط " الإبرة.

" أحصيها لكم " أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة .

" أوفيكم إياها " أوفيكم جزاءها في الآخرة .(الوافي شرح الأربعين النووية صـ184)



 

 
 

·       المسائل على هذا الحديث.

1)   الحديث القدسي.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ)

أ‌)      تعريف بالحديث القدسي.

الحديث القدسي : هو ما يرويه الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه عز وجل تارة بواسطة جبريل عليه , وتارة بالوحي أو الإلهام أو المنام .(الوافي شرح الاربعين النووية صـ 185)

ولروايته صنفين:

أن يقول رواي الحديث القدسي :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل .

     أن يقول الراوي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى ,أو يقول الله تعالى . (قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ 210ـ 211)

 

ب‌)  الفرق بين القرآن والحديث القدسي.

القرآن الكريم من الله لفظا ومعنى ,أما الحديث القدسي فمعناه من الله ولفظه من الرسول عليه الصلاة السلام.

القرآن كله قطعي لأنه نقل بالتواتر وتكفل الله بحفظه .

ـ الحديث القدسي لم ينقل بالتواتر كما منه الصحيح والضعيف والموضوع .

القرآن يتعبد بتلاوته ويقرأ بالصلاة وللقارئ كل حرف عشر حسنات وهذا لا يكون للحديث القدسي.

لفظ القرآن فيه إعجاز ,تحدى الله به فصحاء العرب وبلغاءهم وهذا لا يكون للحديث القدسي. (قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ 210ـ 211)


 

2)   الظلم .

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: { يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ)

ا) تعريف الظلم.

الظلم : وضع الشئ في غير موضعه.

أصل الظلم : الجور ومجاوزة الحد.

ويأتي الظلم : كذلك بمعنى الميل عن القصد .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ212)

 

ب)أنواع الظلم .

الظلم نوعان :

1ـ ظلم العبد لنفسه ,وأعظمه الشرك بالله قال تعالى : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} لقمان :13

ـ ويليه ارتكاب المعاصي الكبيرة منها والصغيرة فمن وقع في المعاصي الله فقد ظلم نفسه . قال تعالى (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)( البقرة 231)

2ـ ظلم العبد غيره, وردت نصوص كثيرة تحذر من ظلم العباد.

ج) تحريم الظلم.

محرم ـ قوله صلى الله عليه وسلم (وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا)

الحديث يدل على تحريم الظلم بكل صوره وأشكاله.

·       وردت نصوص كثيرة ترهب من الوقوع فيه منها:

قال تعالى :{ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً}

وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )(شرح مسلم كتاب البر والصدقة والآداب 5/441)

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ "(رواه البخاري كتاب التفسير 5/214 ومسلم كتاب البر 5/444)

فالله يمهل ويؤخر عقاب الظالم لحكمة يعلمها سبحانه  وتخفى علينا . ولكنه لن يفلت من عذاب الله وعقابه .

د) الله منزه عن الظلم .

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: { يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي)

وهناك نصوص كثيرة تشهد أن الله منزه عن الظلم

قال تعالى :(وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) ق: 29

قال تعالى :(وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ) غافر :31

قال النووي :

والظلم مستحيل في حق الله تعالى

فيجب على المسلم أن ينزه ربه عن الظلم , وأن يعتقد بأنه هو الحكم العدل فيما قال وأمر ونهى .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ215)


 


3)  الإفتقار إلى الله.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: { يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ , فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ.يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.)

وهذا يدل على جميع الخلق فقراء إلى الله جل جلاله في جلب النفع ودفع الضر في الدنيا والآخرة.

·       ففي احتياجنا إلى هدايته قال تعالى :{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} الكهف :17

·       ففي احتياجنا إلى رزقه قال تعالى :(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) هود :6

·       ففي احتياجنا إلى رحمته قال تعالى :(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.)فاطر :2

·       ففي احتياجنا لمغفرته قال تعالى :(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (سورة الأعراف 23).


 


4)  الإنسان مفطور على قبول الاسلام.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قالَ: (يَا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ , فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ.)

هذا لا يعارض قوله (قال رسولُ الله فيما يرويه عن ربِّه  قال : ((إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ)(شرح مسلم كتاب الجنة 5/716)

فالعبد مفطور على قبول الاسلام ولكن يجب على الإنسان تعلم الإسلام بالفعل لأنه قبل تعلمه جاهل لا يعلم قال تعالى : { وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }الضحى :7

فالإنسان يولد مفطور ا على قبول الحق , فإن هداه الله يسر له من يعلمه الهدى فيصير مهديا بالفعل, وإن أراد أن يخذله سلط عليه من يغير فطرته فيضله عن الصراط السوي.



 

 

 

5)  طلب المغفرة من الله عز وجل .

 قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قال( عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.)

 

في الحديث الحث على طلب المغفرة من الذنوب والخطايا من الله عز وجل لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة.

حديث:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ )رواه البخاري كتاب الدعوات 7/145)

 





 

6)  غنى الله عن خلقه .

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قال (يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي)

العباد لا يستطيعون أن يوصلوا إلى الله نفعا ولا ضرا ,فهو في نفسه غني عن الطاعات.

والذي ينتفع بالطاعة العباد وكذلك الذي يتضرر من المعصية العباد

(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ۚ) الحج :37

فالله يحب من عباده أن يطيعوه ويكره منهم المعصية ولا يرضى لهم الكفر .(قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ 218)

 

 


 

7)  خزائن الله لا تنفذ.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قال (يا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.)

خزائن الله لا تنفذ ولا ينقصها العطاء , ولو اعطى الأولين والآخرين من الجن  والإنس كل ماسألوه.

حديث :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ "وَقَالَ :(يَدُ اللَّهِ مَلأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)رواه البخاري ومسلم

 

 


 

8)  الأعمال محصاة.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قال (يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا)

يدل على أن الله يحصي أعمال العباد , ثم يجزيهم عليها فمن آمن وعمل صالحاً له جزاء الحسنى ومن كفر وعصى له سوء العاقبة (قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ219)

س/ ماذا يشمل الإحصاء ؟

يشمل :

1/ معرفة التفاصيل والعدد التفصيلي وكتابة ذلك

2/ الحفظ وعدم التضييع

قال تعالى ( لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) مريم 94

قال تعالى (وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن 28(شرح الاربعين النووية الشيخ صالح ال الشيخ )

س/ مالمراد بتوفيه الأعمال يوم القيامة لقوله تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (ال عمران:185)

يحتمل توفية الأعمال في الدنيا والأخرة.

·       المؤمن:

قد يجازي بإساته في الدنيا وتدخر له حسناته يوم القيامة فيوفى أجره وتضاعف له الحسنات.

·       أما الكافر.

فقد يعجل الله له في الدنيا ثواب حسناته ,وتدخر سيئاته يوم القيامة فيعاقب عليها دون مضاعفة

قال تعالى (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا)النجم :31(قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ220)

 
 
 

 

9)  حمد الله على الآله.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن ربِّه عزَّ وجلّ أنَّه قال (فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ}.

فيكون المعنى : من وجد خيرا بسبب أعماله الصالحة في الدنيا فيجب عليه أن يحمد الله على ذلك.

قال تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة }(النحل :97)

ومن وجد عاقبة أعماله السيئة في الدنيا فعليه أن يلوم نفسه على ذلك ويستغفر الله ويتوب إليه .(فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوَاْ أَنفُسَكُمْ)إبراهيم :22


صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق