السبت، 7 مارس 2015


الحديث التاسع عشر.( الإيمان بالقضاء والقدر)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

الحديث.

عَن أَبِي العبَّاسِ عبْدِ الله بنِ عَبّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: { يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ}. رواه التِّرمذيُّ، وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.

 وفي روايةِ غيرِ التِّرمذيِّ.: { احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.(صحيح انظر رياض الصالحين  صـ63.

·       أهمية الحديث .

قال ابن رجب :(هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة , وقواعد كلية من أهم أمور الدين .(جامع العلوم والحكم صـ 174.)

 
                                             
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 

·       مفردات الحديث :

"خلف النبي عليه السلام ": أي راكباً خلفه على دابته.

"ياغلام " هو الصبي من حين يفطم إلى تسع سنين . وكان سنه إذ ذاك عشر سنين.

"كلمات" أي حملاً تحتوى على نصائح ينفعك الله بها .

"احفظ الله " اعرف حدوده وقف عندها , والتزم فرائضه , ولازم تقواه بفعل ما أمر به وترك مانهى عنه.

"يحفظك " يصونك ويحميك في نفسك وأهلك ودينك وديناك.

"تجاهك" أمامك أي تجده معك بالحفظ والتأييد ,والنصرة والمعونة حيثما كنت .

"سألت" أردت أن تطلب شيئاً من شؤون الدنيا أو الدين.

"استعنت " طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنيا أو الآخرة .

"الأمة " المراد سائر المخلوقين من العقلاء.

" رفعت الأقلام " تركت الكتابة بها والمراد أنه قد قدر كل شئ في علم الله تعالى وانتهى .

"جفت الصحف" المراد بالصحف ماكتب فيه مقادير المخلوقات كاللوح المحفوظ , وجفافها :انتهاء الأمر واستقراره فلا تبديل فيها ولا تغيير .

"الرخاء" سعة العيش والأمن والراحة والصحة والقوة ونحو ذلك .(الوافي شرح الأربعين النووية صـ 132)


نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
                                  
 

·       المسائل في هذا الحديث.

1)   اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتوجيه الأمة:

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُنْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا)

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا أن يغرس العقيدة السليمة في نفوس المؤمنين وخاصة الشباب منهم ,فكان مرة أردف خلفه ابن عمه عبدالله بن عباس ,فوجه إليه تلك النصائح الرائعة.

س/ لماذا ينادى الرسول غليه السلام ابن عباس بكلمة " ياغلام"؟

ليجمع ذهنه ويستحضر قلبه ,ثم يشوقه إلى ماسيقوله له , ويلفت نظره إلى نفاسة العلم الذى سيدلي به.(الوافي شرح الأربعين النووية صـ 133)

س/ ماحكم ركوب الدابة؟

إذا كانت الدابة قوية , ويعلم راكبها أو صاحبها أنها تطيق أكثر من واحد ,له أن يردف وراءه واحداً أو أكثر حسب طاقتها , وإذا كان يعلم أنها لا تطيق لم يجز له ذلك.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ147)

 

نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 
                                                                
 

2)  اني اعلمك كلمات.

قول النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { يَا غُلاَمُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ)

س/ ما المراد بالكلمات في هذا الحديث ؟

قال الشيخ صالح ال الشيخ:

الكلمات : هي جمع كلمة والمقصود بها هنا الجمل , لأن الكلمة في الكتاب والسنة غير الكلمات عند النحاة( الاسم والفعل والحرف)

الكلمة في الكتاب والسنة هي الجملة كما قال تعالى :( كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا)يريد ماجاء في الاية قبلها " رَبِّ ارْجِعُونِ "

قال الشيخ صالح ال الشيخ:

قوله (إِنِّي أُعَلِّمُكَ)

هذا اللفظ فيه تودد المعلم والأب الكبير إلى الصغار وإلى من يريد أن يوجه بالالفاظ الحسنة فهو استعمل عليه السلام لفظ التعليم ,وهي أوامر ولم يقل عليه الصلاة والسلام (أني أمرك بكذا وكذا )(شر ح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ) 
                       

 
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة

 

3)  حفظ الله للعبد .

قوله النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {  احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ)

س/ ما المراد ب(احْفَظِ اللهَ

يعني احفظ اوامره ونواهيه وحدوده وحقوقه .

وحقوق الله على نوعين :

1ـ حقوق واجبة.

التوحيد ,امتثال أوامره واجتناب نواهيه.

2ـ حقوق مستحبة.

هي المستحبات.

الأدلة :

ـ قال تعالى :( هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)(ق: 32)

قال ابن عباس:

في تفسير "حفيظ " هو الحافظ لأمر الله.

ـ ومن أعظم ما أمر الله بحفظه :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى)البقرة :238

ـ ({وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم} المائدة :89

 

س/ ما المراد قوله صلى الله عليه وسلم (يحفظك)؟

حفظ الله للعبد على درجتين :

1)   أن يحفظه في دنياه أن يحفظ له مصالحه في بدنه وأن يوسع له رزقه وأن يحفظ له أهله وولده وأنواع الحفظ لمصالح العبد في الدنيا.

قال تعالى :( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)الكهف: 82

*قال الحفاظ ابن كثير :

فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته , وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة ,بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم .

2)   حفظ الله للعبد وهي أعظم الدرجتين وهي : أن يحفظ الله العبد في دينه بأن يسلم له دينه

ـ بإخلاء القلب من تأثير الشبهات فيه.

ـ وإخلاء الجوارح من تأثير الشهوات وان يكون القلب معلقا ًبالله وأنسه بالله ورغبة بالله كما جاء في الحديث الولي المعروف

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ) رواه البخاري[266]

فحفظ الله لعبده هذا أعظم المطالب

ولهذا العبد إذا حصل اخلالاً في الدين فأنه قد أخل بحفظ الله فقد يعاقب بأن يجعله غافلاً , وقد يعاقب بحرمان البصيرة في العلم ـ كما قال جل وعلا (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)الصف:5

ـ قال تعالى (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) الحشر :19(شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

ويكون الحفظ للعبد بحفظ دينه وإيمانه من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة حتى يلقى الله وهو على دين وخلق كما يحب ربنا ويرضى.

·       لهذا كان النبي يدعو ربه بأن يحفظه:

·       عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا آوَى إِلَى فِرَاشِهِ عِنْدَ مَنَامِهِ اتَّكَأَ عَلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَمِينَهُ تَحْتَ خَدِّهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، ثُمَّ قَالَ : " بِاسْمِكَ اللَّهُمَ وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ ، اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَخَّرْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ " (رواه البخاري 8/169).

 



ذكر في كتاب الوافي :"حفظ الله للعبد"

1ـ في الدنيا.

يحميك من شرار الخلق ويمنعك من شياطين الإنس والجن , ويدفع عنك كل أذى  ومن سلك سبيلك من أهلك وعيالك .

قال تعالى (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)(الرعد:11)

المعنى : لله تعالى ملائكة يتعاقبون على العبد , ويحفون به من كل جانب ، بأمر من الله تعالى وإذن منه ، ليحموه مما يسيئه ....

2ـ في الآخرة :

فوقاك من النار وأعدلك جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين

"وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )(ال عمران:(133)(الوافي شرح الاربعين النووية صـ 134ـ135)


 
                                                       
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة



4)  معية الله للمتقين.

قوله  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  {  احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ)

س/ ما المراد قوله (احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ

من حفظ أوامر الله في نفسه واهله واستقام وفق الكتاب والسنة ,كان الله معه في كل أحواله يحوطه بنصره وعنايته وحفظه

قال تعالى (إِنَّ اللَّه مَعَ الَّذِينَ اِتَّقَوْا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)النحل: 128

قال قتادة رحمه الله : من يتق الله يكن معه ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب والحارس الذي لا ينام والهادي الذي لا يضل .(الوافي شرح الاربعين النووية صـ 135)
 
                                              
 
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 
 

5)  حكم السؤال :

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ)

س/ ما المقصود بالسؤال هنا في هذا الحديث؟

السؤال هنا الدعاء ,والدعاء هو العبادة

قال تعالى :( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)غافر: 60

س/ مالحكم سؤال الناس فيما لا يقدر على تحقيقها إلا الله ؟

هذا من الشرك الذي نهى الله عباده عنه

س/ ماحكم الذين لا يسألون الناس؟

أثنى الله على عباده المتعففين الذين لا يسالون الناس

قال تعالى (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا )(البقرة :272)


                                                        

نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 

6)   الاستعانة بالله وحده

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  { اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ)

س/ ما المراد في قوله (اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ)؟

المراد : مهما أوتى من جاه وقوة وسلطان ,فهو لا يزال فقيرا عاجزا عن جلب المصالح أو دفع المضار لذلك يجب على العبد أن يستعين بالله وحده.

ـ فمن أعانه الله على مصالح دينه وديناه ,فهو المعان الموفق.

ـ ومن خذله وتخلى عنه فهو الخاسر المفلس

س/ مافضل كلمه " لاحول ولاقوة إلا بالله" ولماذا؟

هي كنز من كنوز الجنة كما بين الرسول عليه السلام , لأن فيها اعتراف بأنه لا تحول للعبد من  حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله وحده سبحانه.

س/ هل يستعين العبد بالله على فعل الطاعة وترك المعصية ؟

نعم ـ يجب على المسلم أن يستعين بالله على طاعته وترك معاصيه .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ174)

قال تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)( الفاتحة: 5)

حديث (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ)(رواه مسلم في القدر 5/521)


نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 
                                                      
 

7)  الإيمان بالقضاء والقدر.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ}.

هذا يدور حول قضية من قضايا القضاء والقدر ,فيجب على العبد الإيمان بذلك

س/ ما معنى التوكل؟

أن يفعل السبب الذي أمر به ثم يفوض أمره إلى الله .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

س/ ما معنى حديث (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ

فالله علم علما شاملاً كاملاً بما سيكسب العبد من الخير والشر وبما سيصيبه من خير ونفع وكتب ذلك في الكتاب السابق

ـ مما قدر الله له نفعا لو اجتمع أهل السماء والارض على منع النفع عنه لا يستطيعوا إلى ذلك  سبيلا.( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ175))

قال تعالى :{ قُلْ لَنْ يُصِيبنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّه لَنَا }:التوبة : 51

س/ ما المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ}.؟

يعني الأمر قد انتهى .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

قال ابن رجب :

هو كناية عن تقدم كتابة المقادير كلها والفراغ منها من أمد بعيد , فإن الكتاب إذا فرغ من كتابته ورفعت الأقلام عنه وطال عهده فقد رفعت عنه الأقلام وجفت الأقلام التي كتب بها من مدادها

وجفت الصحف التي كتب فيها بالمداد المكتوب فيها , وهذا من أحسن الكنايات وأبلغها "(جامع العلوم والحكم صـ 182)

                          
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 
                                                                       

8)  عرف إلى الله بالرخاء يعرفك في الشدة .

قوله صلى الله عليه وسلم (تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ)

ـ تعرف إلى الله .

يعني تعلم ما يستحق جل وعلا من توحيده وطاعته أوامره واجتناب نواهيه فإذا تعلم لابد أن يعمل ويتبع ويمتثل فإن هذا أفضل الاعمال الصالحة

س/ هل يوصف الله بالمعرفة في قوله صلى الله عليه وسلم (يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ

لا يوصف الله بأنه ذو معرفه بل يقيد هذا على جهة مقابلة كما قال عليه السلام (تعرف إلى الله ....يعرفك ) ولها نظائر (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}الانفال :30

س/ هل المعرفة هو العلم ؟

فالمعرفة غير العلم ـ لأن العلم كمال ,أما المعرفة قد تشوبها شائبة النقص لأنه قد يسبقه جهل أم العلم لا يلزم أن يسبقه جهل , ولهذا كان من أسماء الله العلم , ولم يكن من اسمائه أنه العارف وما اشبه ذلك , أما إذا جاءت على جهة المقابلة فهي كمال .(شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

س/ هل جاء لفظ (المعرفة ) في القرآن ؟

لفظ المعرفة جاء في القرآن على جهة الذم

قوله تعالى :( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ)(شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

 

نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 
                         

9)  النصر مع الصبر.

(وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ)

س/ ما معنى الصبر ؟

الصبر ـ هو حبس النفس ـ أي ضبطها ـ على ما تقتضيه العقل والشرع .

فحياة الإنسان معارك متنوعة يتعرض فيها الأعداء كثيرة ومتلونة وإن انتصاره في هذه المعارك مرتبط مدى صبره.(الوافي شرح الاربعين النووية صـ 140)

·       الصبر اختبار .

جعل الله الصبر مادة الاختبار لعباده في هذه الحياة ,يميز الخبيث من الطيب قال تعالى

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد:31

·       وقد وصف الله الأبرار المتقين الصادقين

·       قال تعالى (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ) البقرة :177

البأساء :شدة الفقر , الضراء : الأمراض    , الباس : القتال

س/ ماهي أنواع الصبر ؟

1/ الصبر على فعل الطاعة وترك المعصية .

أن من استطاع أن يحبس نفسه على مرضاة الله تعالى ,فيمتثل الطاعة ويجتنب المعصية ,فقد تغلب على عدوه الخفي ,فقهر نفسه وشيطانه وهواه , وهذا نصر لا يدانيه نصر .( الوافي شرح الاربعين النووية صـ 141)

ـ حديث (الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)(رواه الترمذي وابن حبان )

ـ قال تعالى :«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا».(العنكبوت :69)

ـ حديث (وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ,) رواه مسلم

2)الصبر على المصائب .

إن الانسان معرض في هذه الحياة لكوارث تنزل في نفسه أو ماله أو أهله وعياله .

فعليه أن يصمد أمام هذه المصائب متسلح بالصبر الذي هو أساس العظمة وسر النجاح

قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)البقرة (155)( الوافي شرح الاربعين النووية صـ142)

3)   الصبر على أذى الخلق.

إن الانسان يعيش وحوله الناس المختلفون بأخلاقهم فلابد أن تبدر منهم الإساءات وشتى ألوان الأذى فإذا ضاق الانسان يذلك ذرعا خاب وخسر ,وإن صبر وعفا وأصلح فاز وربح

قال تعالى (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)الشورى : 43

 

4)   الصبر في ميدان الدعوة .

لابد للداعية أن يتحلى بالصبر في طريق الدعوة

قال تعالى (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ)الأحقاف : 35

ثمرات الصبر .

الثمرات في الدنيا والآخرة

في الدنيا :الرضا ,الطمأنينة , العزة , استحقاق التأييد من الله والعون والنصر والمحبة .

في الآخرة

1ـ النعيم المقيم موفراً بغير حساب

قال تعالى {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10].

2ـ جنة عرضها السماوات والارض

(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ)

3ـ الصبر خير ما يعطى  الانسان

حديث (وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ)متفق عليه ,الوافي شرح الأربعين  النووية صـ145)

 

نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
                                 


10)       الفرج مع الكرب.

قوله صلى الله عليه وسلم (وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، }.

قد تتوالى المصائب والمحن والفتن على المسلم ,وتشتد عليه الأمور وتضييق عليه الدنيا ,بعدها يأتي الفرج والنصر من الله.

(مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) البقرة: (214)
                      
 
نتيجة بحث الصور عن ورود متحركة
 

11)       إن مع العسر يسرا ( وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

قوله صلى الله عليه وسلم (وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

ففي الحديث يؤكد الرسول عليه السلام أن العسر لا يدوم لمن احتسب وصبر .

فالمسلم يتوجه الى الله بصدق وإخلاص وهذا من أعظم أسباب إزالة العسر.

وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

 
                                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق