الثلاثاء، 17 مارس 2015

 الحديث الثالث والعشرون(يتبع)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

1)  الصدقة برهان .

     قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ )  

س/ ما لمراد  بقوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ )؟

البرهان : الحجة الفاصلة البينة وهنا : البرهان هو الشعاع الذي يلي وجه الشمس

النفوس تحب المال قال تعالى :( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ )ال عمران :14

وقال تعالى : { وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا } الفجر:20                                               
وقد يبخل به العبد ويشح على إخوانه , فإذا جاهد نفسه وقهر هواه وأخرج زكاة ماله الواجبة أو الصدقة المستحبة امتثالاً لأمر مولاه .

كان هذا الفعل دليلاً وحجه على إيمانه , واستقامته وصلاحه وطيب معدنه .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ202)


 


2)  الصبر ضياء.

قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ)

الصبر ـ هو حبس النفس عن الجزع وهو نقيض الجزع.

الضياء:

هو النور الذي يحصل فيه نوع حرارة وإحراق كضياء الشمس ,بخلاف القمر فإنه نور محض فيه إشراق بغير إحراق . (جامع العلوم والحكم صـ 207)

قال تعالى( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا) يونس :5

ـ ثم قال رحمه الله.

ولما كان الصبر شاق على النفوس , يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه كان ضياء.(جامع العلوم والحكم صـ 207)

س/ ما لمراد بقوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ)؟

قال النووي:

إن الصبر محمود ولا يزال صاحبه مستضيئا مهتدياً مستمراًعلى الصواب.(شرح مسلم كتاب الطهارة 1/502)

ـ لا يزال المسلم على صواب ما استمر في صبره , وذلك أن الإنسان يعيش في الدنيا تحوفه الشدائد , وتحيط به المصائب , وكل ذلك يحتاج إلى ثبات وقوة

ما أكثر ما يحتاج المسلم في حياته إلى الصبر , فالطاعة تحتاج إلى صبر , وترك المعصية  إلى يحتاج إلى صبر , وتحمل المكاره والمصائب يحتاج إلى صبر ,وتحمل المكاره والمصائب يحتاج إلى صبر

ولذلك كان التخلق بالصبر قوة لا تساويها قوة ,ولذا استحق المؤمنون الصابرون الثناء من الله تعالى , مع مزيد من الأجر والمثوبة

ـ قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام :( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (ص :44)

ـ وقال تعالى :( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة :155ـ157


 


·       قال الشيخ صالح ال الشيخ:

قوله صلى الله عليه وسلم (وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ)

فالصلاة والصدقة والصبر اقترنت جميعاً بثلاثة أنواع من أنواع النور

·       درجات النور ثلاثة :

1ـ نور         2ـ برهان          3ـ ضياء

1)   النور.

القمر نور(  وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا)نوح :16

وهو الذي يعطي الإضاة بدون إشعاع محسوس

كذلك الصلاة ,فهي نور لأن فيها اعطاء ما تحتاجه براحة وطمأنينة

2)البرهان.

هو الذي يعطي نوراً بدون حرارة ,أعظم درجة من النور وأقل درجة من الضياء , فهو يكون معه أشعة تنعكس في العين .

فالصدقة برهان :

فيها إخراج المال وهو محبوب للنفوس فهو يحتاج إلى شئ من المعاناة.

3)   ضياء.

فهو النور الشديد يكون معه حرارة.

فالصبر محرق كشدة حرقة الضياء , لهذا جعل الصبر ضياء , لأن فيه معاناة ولم يجعل الصلاة ضياء ,فمن تحمل شدة الصبر فإنه يقوى معه الضياء,

·       سمى الله القران نور والتوراة ضياء

·       قال المفسرين:

لأن التوارة فيها اغلالاً واعصاراً على بني اسرائيل لهذا سماه الله ضياء لما فيها التكاليف العظام على بني اسرائيل .

قال تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ) الانبياء:(48)(شرح الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)

 


 

6)  القرآن حجة الله على عباده.

قوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ)

س/ ما لمراد بقوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: { وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ)؟

من تعلم شيئا من كتاب الله , وعمل بما فيه من واجبات ,وانتهى عما به من محظورات, ووقف عند حدوده , كان القرآن له حجة يوم القيامة وشفيعاً

·       ومن ترك العمل به , ولم يأتمر فيه , وإنما يقرأه للبركة وعلى الأموات ويستفتح به المحافل كان القرآن حجة عليه تلجمه يوم القيامة أمام الديان سبحانه.(قواعد وفوائد على الأربعين النووية )

·       فقد ثبت في الحديث الذي رواه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي امَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ )

(صلاة المسافرين / 1337) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : قَالُوا : سُمِّيَتَا الزَّهْرَاوَيْنِ لِنُورِهِمَا وَهِدَايَتهمَا وَعَظِيم أَجْرهمَا.(البخاري 7/74 وشرح مسلم كتاب البر 5/439)

 

 


7) إن سعيكم لشتى.

قوله صلى الله عليه وسلم:( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا}.

ـ معتقها :مخلصها.

ـ موبقها : مهلكها.

س/ ما المراد بذلك ؟

كل الناس يصبحون ويمسون ويسعون في دنياهم , ولكنهم ليسوا سواء , فمنهم من يعتق نفسه  ويخلصها من عذاب مولاه الدنيوي والآخروي , وذلك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة السلام, ومنهم من يهلكها ويعرضها لعذاب الله الدنيوي والآخروي , وذلك بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة السلام, ومنهم من يهلكها ويعرضها لعذاب الله الدنيوي , والأخروي وذلك بمعصية الله ومعصية رسوله ومخالفة أمره.(قواعد وفوائد على الاربعين النووية صـ 208)

قال تعالى (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى )(الليل:4)

قال ابن رجب:
دل الحديث على ان كل إنسان إما ساع في هلاك نفسه أو في فكاكها فمن سعى في طاعة الله فقد باع نفسه لله وأعتقها من عذابه , ومن سعى في معصية الله تعالى باع نفسه بالهوان وأوبقها بالآثام  الموجبة لغضب الله وعقابه )(جوامع العلوم والحكم صـ 208)

وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق