الجمعة، 20 يوليو 2018


لمعة الاعتقاد(3)

كلام أئمة السلف في الصفات

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

قال المؤلف:(قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ حَنْبَلٍ فِي قَوْلِ اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم ) ( إِنَّ اَللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ اَلدُّنْيَا ) (أحمد (4/81) والدارمي : الصلاة (1480).

و ( إِنَّ اَللَّهَ يُرَى فِي اَلْقِيَامَةِ ) وَمَا أَشْبَهَ هَذِهِ اَلْأَحَادِيثِ نُؤْمِنُ بِهَا, وَنُصَدِّقُ بِهَا, لَا كَيْفَ, وَلَا مَعْنَى, وَلَا نَرُدُّ شَيْئًا مِنْهَا, وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ اَلرَّسُولُ حَقٌّ, وَلَا نَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ (صلى الله عليه وسلم )

وَلَا نَصِفُ اَللَّهَ بِأَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ, بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11) وَنَقُولُ كَمَا قَالَ, وَنَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ, لَا نَتَعَدَّى ذَلِكَ, وَلَا يَبْلُغُهُ وَصْفُ اَلْوَاصِفِينَ, نُؤْمِنُ بِالْقُرْآنِ كُلِّهُ مُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ, وَلَا نُزِيلُ عَنْهُ صِفَةً مِنْ صِفَاتِهِ لِشَنَاعَةٍ شُنِّعَتْ, وَلَا نَتَعَدَّى اَلْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ, وَلَا نَعْلَمُ كَيْفَ كُنْهُ ذَلِكَ إِلَّا بِتَصْدِيقِ اَلرَّسُولِ (صلى الله عليه وسلم ) وَتَثْبِيتِ اَلْقُرْآنِ

قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّافِعِيُّ آمَنْتُ بِاَللَّهِ وَبِمَا جَاءَ عَنْ اَللَّهِ عَلَى مُرَادِ اَللَّهُ, وَآمَنْتُ بِرَسُولِ اَللَّهِ, وَبِمَا جَاءَ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ, عَلَى مُرَادِ رَسُولِ اَللَّهِ

وَعَلَى هَذَا دَرَجَ اَلسَّلَفُ, وَأَئِمَّةُ اَلْخَلَفِ -رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمْ- كُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى اَلْإِقْرَارِ, وَالْإِمْرَارِ ، وَالْإِثْبَاتِ لِمَا وَرَدَ مِنْ اَلصِّفَاتِ فِي كِتَابِ اَللَّهِ, وَسُنَّةِ رَسُولِهِ, مِنْ غَيْرِ تَعَرُّضٍ لِتَأْوِيلِهِ)




المسائل على المتن:

1)قول الإمام أحمد بن حنبل.

تضمن كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله- الذي نقله عنه المؤلف ما يأتي:

1- وجوب الإيمان والتصديق بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أحاديث الصفات من غير زيادة ولا نقص ولا حد ولا غاية.

2- إنه لا كيف ولا معنى أي: لا نكيف هذه الصفات؛ لأن تكييفها ممتنع لما سبق وليس مراده أن لا كيفية لصفاته لأن صفاته ثابتة حقا.

وقوله: ولا معنى أي لا نثبت لها معنى يخالف ظاهرها كما فعله أهل التأويل.( شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 36)

* أراد الإمام أحمد الرد على الطائفتين بقوله :(بلا كيف )و(ولا معنى )

الطائفتين هما:

1ـ المشبهة: رد عليهم بقوله :(بلا كيف ) أي: الكيفية التي تتوهمها العقول.

2ـ المعطلة : رد عليهم بقوله (بلا معنى ) الذين جعلوا النصوص خلاف الظاهر .فقالوا : إن معنى (استوى ) أي استيلاء وغيرها.(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)

3- وجوب الإيمان القرآن كله محكمة وهو ما اتضح معناه ومتشابهه وهو ما أشكل معناه فنرد المتشابه إلى المحكم ليتضح معناه فإن لم يتضح وجب الإيمان به لفظا وتفويض معناه إلى الله تعالى. ( شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 36)

2) قَالَ اَلْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ اَلشَّافِعِيُّ.

تضمن كلام الإمام الشافعي ما يأتي:

1- الإيمان بما جاء عن الله تعالى في كتابه المبين على ما أراده الله من غير زيادة ولا نقص ولا تحريف.

2- الإيمان بما جاء به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على ما أراده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غير زيادة ولا نقص ولا تحريف.

وفي هذا الكلام رد على أهل التأويل وأهل التمثيل؛ لأن كل واحد منهم لم يؤمن بما جاء عن الله ورسوله على مراد الله ورسوله فإن أهل التأويل نقصوا وأهل التمثيل زادوا. ( شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 37)

3) طريقة السلف في الصفات.

الذي درج عليه السلف في الصفات هو الإقرار والإثبات لما ورد من صفات الله تعالى في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- من غير تعرض لتأويله بما لا يتفق مع مراد الله ورسوله. ( شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 37)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق