الأحد، 29 يوليو 2018

لمعة الاعتقاد(6)
ذكر بعض أحاديث الصفات(1)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

قال المؤلف:

وَمِنْ اَلسُّنَّةِ, قَوْلُ اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم ) (( يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ اَلدُّنْيَا )) (البخاري : الجمعة (1145) ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (758) والترمذي : الصلاة (446) والدعوات (3498) وأبو داود : الصلاة (1315) والسنة (4733) وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) وأحمد (2/264 ,2/267 ,2/282 ,2/419 ,2/487 ,2/504) ومالك : النداء للصلاة (496) والدارمي : الصلاة (1478 ,1479).

 وَقَوْلُهُ (( يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ اَلشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ )) أحمد (4/151).

وَقَوْلُهُ (( يَضْحَكُ اَللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا اَلْآخَرَ ثُمَّ يَدْخُلَانِ اَلْجَنَّةَ )). البخاري : الجهاد والسير (2826) ومسلم : الإمارة (1890) والنسائي : الجهاد (3165 ,3166) وابن ماجه : المقدمة (191) وأحمد (2/244) ومالك : الجهاد (1000).





المسائل على المتن:

10) صفة النزول:

نزول الله إلى السماء الدنيا من صفاته الثابتة له بالسنة وإجماع السلف.

1) السنة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ... " (البخاري: كتاب التهجد: باب الدعاء والصلاة في آخر الليل "1145".ومسلم: كتاب صلاة المسافرين: باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه "758" "168"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.وفي الباب عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أخرجه مسلم "758" "172".

وراجع لشرح هذا الحديث والكلام عليه باستفاضة "شرح حديث النزول" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.)

2) إجماع السلف

وأجمع السلف على ثبوت النزول لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو نزول حقيقي يليق بالله. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ58)

* لا يشبه سبحانه نزوله بنزول المخلوق لأنه سبحانه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) سورة الشورى (11)

قال الشيخ عبدالله بن جبرين.

ومعلوم أن النزول لا يكون إلا من أعلى، فهي دالة على أن الرب - تعالى - موصوف بصفة العلو بجميع أنواعه، وأنها صفة ذاتية - كما سيأتي - وأما النزول فإنه صفة فعلية، ينزل إذا شاء ، وفي الحديث : أنه ينزل كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، وأنه يقول:   من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له    يتودد إلى عباده وهو عنهم غني. .(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله)

* مذهب المبتدعة في هذا الصفة.

وقد فسرها أهل التعطيل بنزول أمره أو رحمته أو ملك من ملائكته.

الرد عليهم:

 1/ قولهم خلاف ظاهر النصوص

 2/ خلاف طريقة السلف

  3/ ليس عليه دليل صحيح.

  4/ أن الأمر ونحوه لا يمكن أن يقول( من يدعوني فأستجيب له).. إلخ. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ58)

 5/ أن رحمته نازلة على العباد في كل حين فتخصيص الثلث الأخير بنزول رحمته هذا لا معنى له. فهذا تأويل باطل. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)


 

11)  صفة العجب:

العجب من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف.

1/ الكتاب.

قال الله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُون} [الصافات: 12] .على قراءة ضم التاء*.

2/ السنة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعجب ربك من الشاب ليست له صبوه"  حديث ضعيف رواه أحمد وهو في المسند ص 151ج4 عن عقبة بن عامر مرفوعا وفيه ابن لهيعة. وضعفه الألباني في الضعيفة "2426

قال الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله.

ومعناه أن الشاب الذي في سن الشباب عادة يكون له ميل إلى اللهو ، وميل إلى اللعب، فإذا مَنّ الله على بعض الشباب وأقبلوا على العلم وعلى الدين وعلى العبادة، وصدوا عن اللهو وعن اللعب وعن ما يوجبه الصبا، فإن ذلك غاية العجب، وذلك فضل الله عليهم.( .(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله)

ذكر الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

ويغني عن هذا الحديث في إثبات صفة العجب ما رواه البخاري "4889" من حديث أبي هريرة في حديث الضيف: "لقد عجب الله عز وجل - أو ضحك - من فلان وفلانة فأنزل الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] .

الحديث:

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَصَابَنِي الْجَهْدُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ ، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَيْئًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ " ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : ضَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَدَّخِرِيهِ شَيْئًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ ، قَالَ : فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ وَتَعَالَيْ ، فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ ، فَفَعَلَتْ ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانَةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ سورة الحشر آية 9  "  .

3/  إجماع السلف.

وأجمع السلف على ثبوت العجب لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو عجب حقيقي يليق بالله. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 59)


 

* مذهب المبتدعة في هذا الصفة.

وقد فسرها أهل التعطيل بالمجازاة.

الرد عليهم:

 1/ قولهم خلاف ظاهر النصوص

 2/ خلاف طريقة السلف

  3/ ليس عليه دليل صحيح.(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 59ـ60)

* ينكر كثير من الأشاعرة ونحوهم صفة العجب .

ويقولون : إن العليم الخبير لا يعجب، ولا يجوز أن يوصف الله بالعجب، فإن العجب إنما هو انتباه شيء في الإنسان وفي القلب يورث دهشة أو نحوها، هذا قولهم، لكن نحن نثبت لله عجبًا لا يشبه عجب المخلوقين، وهذه من الصفات الفعلية.(الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله)

* أنواع العجب:

والعجب نوعان:

أحدهما:  أن يكون صادرًا عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه وهذا النوع مستحيل على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.

الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب وهذا هو الثابت لله تعالى. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 60)


 

12) صفة الضحك:

الضحك من صفات الله الثابتة له بالسنة وإجماع السلف.

1) السنة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة". وتمام الحديث: "يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد". البخاري: كتاب الجهاد: باب الكافر يقتل المسلم، ثم يسلم فيسدد بعد ويقتل "2826".ومسلم: كتاب الإمارة: باب بيان الرجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة "1890" "128" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

2) إجماع السلف.

وأجمع السلف على إثبات الضحك لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهو ضحك حقيقي يليق بالله تعالى. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 60)

* مذهب المبتدعة في هذا الصفة.

وقد فسرها أهل التعطيل بالثواب.

الرد عليهم:

 1/ قولهم خلاف ظاهر النصوص

 2/ خلاف طريقة السلف

  3/ ليس عليه دليل صحيح. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 61)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق