ذكر بعض أحاديث الصفات(2)
الحمد الله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
قال المؤلف:
فَهَذَا وَمَا أَشْبَهُهُ مِمَّا صَحَّ سَنْدُهُ, وَعُدِّلَتْ رُوَاتُهُ,
نُؤْمِنُ بِهِ, وَلَا نَرُدُّهُ, وَلَا نَجْحَدُهُ, وَلَا نَتَأَوَّلُهُ بِتَأْوِيلٍ
يُخَالِفُ ظَاهِرَهُ, وَلَا نُشَبِّهُهُ بِصِفَاتِ اَلْمَخْلُوقِينَ, وَلَا بِسِمَاتِ
اَلْمُحْدَثِينَ, وَنَعْلَمُ أَنَّ اَللَّهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَا شَبِيهَ
لَهُ, وَلَا نَظِيرَ : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى:
من الآية11) وَكُلُّ مَا تُخُيِّلَ فِي اَلذِّهْنِ, أَوْ خَطَرَ بِالْبَالِ, فَإِنَّ
اَللَّهَ تَعَالَى بِخِلَافِهِ
وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)
(طـه:5) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (أأمنتم من فى السماء) [سُورَةُ تَبَارَك 16] وَقَوْلُ
اَلنَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) (( رَبُّنَا اَللَّهُ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ تَقَدَّسَ
اِسْمُكَ ) أبو
داود : الطب (3892).
وَقَالَ لِلْجَارِيَةِ (( أَيْنَ
اَللَّهُ؟ قَالَتْ فِي اَلسَّمَاءِ قَالَ: اِعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ) مسلم : المساجد ومواضع الصلاة (537) والنسائي
: السهو (1218) وأبو داود : الصلاة (930) والأيمان والنذور (3282).
رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ, وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ اَلْأَئِمَّةِ,
وَقَالَ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) لِحُصَيْنٍ (( كَمْ إِلَهًا تَعْبُدُ؟ قَالَ
سَبْعَةً, سِتَّةً فِي اَلْأَرْضِ, وَوَاحِدًا فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ: مَنْ لِرَغْبَتِكَ
وَرَهْبَتِكَ؟ قَالَ اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, قَالَ: فَاتْرُكْ اَلسِّتَّةَ, وَاعْبُدْ
اَلَّذِي فِي اَلسَّمَاءِ, وَأَنَا أُعَلِّمُكَ دَعْوَتَيْنِ )الترمذي : الدعوات
(3483).
فَأَسْلَمَ, وَعَلَّمَهُ اَلنَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ) أَنْ يَقُولَ
(( اَللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي (الترمذي : الدعوات
(3483)
إِنَّ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا (الترمذي
: تفسير القرآن (3320) وأبو داود : السنة (4723).
وَذَكَرَ اَلْخَبَرَ إِلَى قَوْلِهِ ( وَفَوْقَ ذَلِكَ اَلْعَرْشُ, وَاَللَّهُ
سُبْحَانَهُ فَوْقَ ذَلِكَ )) فَهَذَا وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا أَجْمَعَ اَلسَّلَفُ
-رَحِمَهُمْ اَللَّهُ- عَلَى نَقْلِهِ وَقَبُولِهِ, وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِرَدِّه,
وَلَا تَأْوِيلِهُ, وَلَا تَشْبِيهِهِ, وَلَا تَمْثِيلِهِ
سُئِلَ اَلْإِمَامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اَللَّهُ- فَقِيلَ يَا
أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) كَيْفَ اِسْتَوَى؟
فَقَالَ اَلِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ, وَالْإِيمَانُ
بِهِ وَاجِبٌ, وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ, ثُمَّ أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُخْرِجَ.
المسائل على هذا المتن:
13) صفة الاستواء على العرش.
استواء الله على العرش من صفاته الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف
1/ الكتاب
قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] .
وذكر استواءه على عرشه في سبعة مواضع من القرآن.
2/ السنة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده
فوق عرشه أن رحمتي سبقت غضبي". البخاري: كتاب التوحيد: باب قوله تعالى:
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ , فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 21-22]
"7554". ومسلم: كتاب التوبة: باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
"2751" "14" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
3/ إجماع السلف.
أجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه فيجب إثباته من غير تحريف
ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهو استواء حقيقي معناه العلو والاستقرار على وجه يليق
بالله. (شرح
كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 61ـ62)
* مذهب المبتدعة في هذا الصفة.
وقد فسرها أهل التعطيل بالاستيلاء .
الرد عليهم:
1/
قولهم خلاف ظاهر النصوص,
2/
خلاف طريقة السلف ,
3/
ليس عليه دليل صحيح.
4/ أنه لا يعرف في اللغة العربية بهذا المعنى.
5/ أنه يلزم عليه لوازم باطلة مثل أنّ العرش لم يكن ملكاً لله ثم استولى
عليه بعد. (شرح
كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 63)
* العرش.
تعريفه . لغة: السرير الخاص بالملك.
شرعاً: العرش العظيم الذي استوى عليه الرحمن جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها.
* وصفه الله بأنه عظيم وبأنه كريم وبأنه مجيد.(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 63)
* تفسير أهل التأويل العرش.
إن العرش بمعنى الملك، قال تعالى:
( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) ( يونس:3 )
أي: استوى على الملك ،
الرد عليهم:
وتفسيرهم العرش بأنه الملك كله إبطال الذي ذكره الله تعالى ووصفه بصفات
خاصة، قال
تعالى : ( رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ) سورة المؤمنون(116)
قال تعالى :( رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) سورة النمل (26)
قال تعالى :( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) سورة البروج (15)
وذكر أن العرش محمول قال تعالى: ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ
)(غافر:7
)
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ
يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) (الحاقة :17)
النصوص الكثيرة التي فيها إثبات حملة العرش ، وكيف حملوه وعددهم، وبأي
شيء حملوه ، وما أشبه ذلك، كل ذلك يدل على أن العرش مخلوق كبير لا يعلم قدره إلا الله
تعالى.( الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبد
الله بن جبرين رحمه الله صـ40)
مسالة: هل الكرسي هو العرش؟
والكرسي غير العرش
لأن العرش هو ما استوى عليه الله
تعالى.
والكرسي موضع قدميه لقول ابن
عباس رضي الله عنهما: (الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره). رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على
شرط الشيخين. صحيح موقوف: أخرجه محمد بن عثمان بن أبي
شيبة في كتاب العرش "61"
قال الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله.
* ورد في بعض الأحاديث (أن الكرسي
في العرش كحلقة ملقاة بأرض فلاة)
الحلقة هي الحديدة المتلاقية
الطرفين، ماذا تشغل من أرض واسعة ؟ فكذلك العرش والكرسي ، فالعرش لا يعلم قدره إلا
الله ، والكرسي هذه نسبته ، مع أن الكرسي قد وسع السماوات والأرض كما نص الله على ذلك,
* وروي في حديث مرفوع : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة
ألقيت في ترس )
الترس: هو المجن الذي يوضع على
الرأس في القتال ، ماذا تشغل السبعة فيه ؟ فإذا كانت هذه نسبة المخلوقات العلوية والسفلية
العظيمة إلى الكرسي ، وهذه نسبة الكرسي إلى العرش ، فما تكون نسبة العرش وما هو مقداره
؟ لا يقدر قدره إلا الله تعالى(.( الارشاد شرح لمعة الاعتقاد الشيخ عبد الله بن
جبرين رحمه الله صـ40)
الحديث:
وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه
ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذر (ما السماوات السبع
مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة)
وله
شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير
بسند صحيح عنه, صحيح البخاري.
14) صفة العلو.
العلو من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
1/ الكتاب.
قال الله تعالى:{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم} [البقرة: 255] .
2/ السنة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم- يقول في صلاته في السجود: "سبحان
ربي الأعلى" مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب استحباب تطويل القراءة في صلاة
الليل "772" "203" ضمن حديث طويل لحذيفة.
3/ إجماع السلف.
أجمع السلف على ثبوت العلو لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل
ولا تكييف ولا تمثيل، وهو علو حقيقي يليق بالله. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين
صـ 65ـ66)
* أقسام العلو.
1ـ علو ذات: بمعنى أن ذاته تعالى فوق جميع مخلوقاته
.
2ـ علو القهر: فهو عالياً على خلقه بقهره وجبروته.
3ـ علو القدر :فهو سبحانه عالياً على خلقه بقدره. (شرح
كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)
* مذهب المبتدعة في هذا الصفة.
أهل البدع يؤولون العلو بعلو القهر والقدر وينفون علو الذات .وفسروا
معناها : أن في السماء أي ملكه وسلطانه. (شرح
كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)
الرد عليهم:
1/
قولهم خلاف ظاهر النصوص,
2/
خلاف طريقة السلف ,
3/
ليس عليه دليل صحيح
4/
أن ملك الله وسلطانه في السماء وفي الأرض.
5/ دلالة العقل عليه لأنه صفة كمال.
6/ دلالة الفطرة عليه لأن الخلق مفطورون على أن
الله في السماء.
(شرح
كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ 67ـ 68)
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق