الخميس، 19 يوليو 2018


لمعة الاعتقاد(2)

التسليم والقبول لآيات وأحاديث الصفات

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

قال المؤلف: (وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ

وَمَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ إِثْبَاتُهُ لَفْظًا, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لِمَعْنَاهُ, وَنَرُدُّ عِلْمَهُ إِلَى قَائِلِهِ, وَنَجْعَلُ عُهْدَتَهُ عَلَى نَاقِلِهِ, اِتِّبَاعًا لِطَرِيقِ اَلرَّاسِخِينَ فِي اَلْعِلْمِ, اَلَّذِينَ أَثْنَى اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ اَلْمُبِينِ بِقَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)(آل عمران: من الآية7) وَقَالَ فِي ذَمِّ مُبْتَغِي اَلتَّأْوِيلِ لِمُتَشَابِه تَنْزِيلِهِ ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه)(آل عمران: من الآية7) فَجَعَلَ اِبْتِغَاءَ اَلتَّأْوِيلِ عَلَامَةً عَلَى اَلزَّيْغِ, وَقَرَنَهُ بِابْتِغَاءِ اَلْفِتْنَةِ ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّه) (سورة آل عمران آية : 7.)



بعض المسائل على هذا المتن:

1)ما أشكل من النصوص.

في قوله(وَمَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ وَجَبَ إِثْبَاتُهُ لَفْظًا, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لِمَعْنَاهُ)

س: ما مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك؟

مذهب أهل السنة والجماعة (أن يقال أن نؤمن به لفظاً ومعنى ,أما إذا جهلنا المعنى نؤمن بالمعنى على مراد الله وعلى مراد رسول الله عليه الصلاة والسلام)(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)

س:ماالمقصود بقول المؤلف (ترك التعرض لمعناه)؟

قال الشيخ صالح آل الشيخ:

هذا مما انتقد به المصنف ويمكن يحمل كلامه على محمل صحيح. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ صالح آل الشيخ)




2)أقسام نصوص الصفات.

تنقسم نصوص الكتاب والسنة الواردة في الصفات إلى قسمين:

1ـ واضح جلي

 فالواضح ما اتضح لفظه ومعناه فيجب الإيمان به لفظاً وإثبات معناه حقًّا بلا رد ولا تأويل، ولا تشبيه ولا تمثيل؛ لأن الشرع ورد به فوجب الإيمان به وتلقيه بالقبول والتسليم. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ32)

2ـ مشكل خفي

وأما المشكل فهو ما لم يتضح معناه لإجمال في دلالته أو قصر في فهم قارئه فيجب إثبات لفظه لورود الشرع به والتوقف في معناه وترك التعرض له؛ لأنه مشكل لا يمكن الحكم عليه فنرد علمه إلى الله ورسوله.(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ33)




3)أقسام الناس في المشكل.

وقد انقسمت طرق الناس في هذا المشكل إلى طريقين:

الطريقة الأولى:

طريقة الراسخين في العلم الذين آمنوا بالمحكم والمتشابه وقالوا {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7]

 وتركوا التعرض لما لا يمكنهم الوصول إلى معرفته والإحاطة به تعظيمًا لله ورسوله وتأدبًا مع النصوص الشرعية وهم الذين أثنى الله عليهم بقوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7] .

الطريقة الثانية:

طريقة الزائغين الذين اتبعوا المتشابه طلبا للفتنة وصدًّا للناس عن دينهم وعن طريقة السلف الصالح فحاولوا تأويل هذا المتشابه إلى ما يريدون لا إلى ما يريه الله ورسوله، وضربوا نصوص الكتاب والسنة بعضها ببعض وحاولوا الطعن في دلالتها بالمعارضة والنقص ليشككوا المسلمين في دلالتها ويعموهم عن هدايتها وهؤلاء هم الذين ذمهم الله بقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ} [آل عمران: 7] . .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ33)




4)التأويل في القرآن

في قول المؤلف:( وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ)

1ـ معنى التأويل:

التفسير والمراد به هنا تفسير نصوص الصفات بغير ما أراد الله بها ورسوله وبخلاف ما فسرها به الصحابة والتابعون لهم بإحسان. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ34)

2ـ حكم التأويل.

حكم التأويل على ثلاثة أقسام:

الأول: أن يكون صادرًا عن اجتهاد وحسن نية بحيث إذا تبين له الحق رجع عن تأويله فهذا معفو عنه؛ لأن هذا منتهى وسعه وقد قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286] .

الثاني: أن يكون صادرًا عن هوى وتعصب وله وجه في اللغة العربية فهو فسق وليس بكفر إلا أن يتضمن نقصًا أو عيبًا في حق الله فيكون كفرًا.

الثالث: أن يكون صادرًا عن هوى وتعصب وليس له وجه في اللغة العربية فهذا كفر؛ لأن حقيقته التكذيب حيث لا وجه له. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ34)

3ـ أقسام التأويل في القرآن.

ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

1ـ وقوع الخبر, كقوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ)سورة الأعراف (53)

المعنى: ما ينتظر هؤلاء إلا عاقبة ومآل ما أخبروا به.

2ـ التأويل بمعنى التفسير, قال تعالى (إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ) سورة يوسف (37)

المعنى : تفسيره

3ـ إيقاع الطلب , مثل قول عائشة رضي الله عنها :كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده بعد أن نزل عليه قوله تعالى (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) سورة النصر(1)

يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي)

يتأول القرآن أي: يعمل به.(شرح العقيدة الواسطية الشيخ محمد العثيمين رحمه الله1/ 89)



5) الرد .

في قول المؤلف:( وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ)

* معنى الرد.

الرد: التكذيب والإنكار مثل أن يقول قائل: ليس لله يدًا لا حقيقة ولا مجازًا

* حكم الرد:

كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ34)

6) التشبيه.

في قول المؤلف:( وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ)

* معنى التشبيه.

التشبيه: إثبات مشابه لله فيما يختص به من حقوق أو صفات .

* حكم التشبيه.

كفر؛ لأنه من الشرك بالله ويتضمن النقص في حق الله حيث شبهه بالمخلوق الناقص. .(شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ34)

7) التمثيل.

في قول المؤلف:( وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ)

* معنى التمثيل.

التمثيل: إثبات مماثل لله فيما يختص به من حقوق أو صفات.

*حكم التمثيل.

  كفر؛ لأنه من الشرك بالله وتكذيب لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [الشورى: 11] .

*الفرق بين التمثيل والتشبيه.

 أن التمثيل يقتضي المساواة من كل وجه بخلاف التشبيه. (شرح كتاب لمعة الاعتقاد الشيخ محمد العثيمين صـ34)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق