السبت، 29 مارس 2014

الهمة العالية:


قصة نور الدين الزنكي


ويذكر الذهبي في سيره


أن نور الدين الشهيد ، لما نزل الصليبيون دمياط ، بقي عشرين يوماً صائمًا لا


يفطر إلا على الماء، فضعف وكاد يتلف، ولما الْتقى العدو، وخاف على الإسلام، انفرد في ناحية من الجيش، ومرَّغ وجهه في التراب،


وقال: يا رب! من نور الدين ؟! الدين دينك، والجند جندك، وافعل يا رب ما يليق بكرمك، فنصره الله نصرًا مؤزرًا.


كان ذا همة عالية، كان هدفه وهاجسه فتح بيت المقدس وتطهيره من الصليب،


قام في حلب بعمل منبر عظيم، لينصبه في بيت المقدس حينما يفتحه، وكان الناس يسخرون منه يوم يمرون عليه وهو يفعل ذلك، فلم يلتفت إليهم،


وحاله كحال نبي الله نوح يوم يصنع الفلك، وكلما مر عليه ملأ سخروا منه،


كان يريد بذلك المنبر بث الروح وبعث الهمم وتبديد اليأس المخيم على القلوب،


ولقد حقق الله له أمنيته،


وفُتح بيت المقدس ونُصب فيها منبره بعد وفاته،


نصب على يديْ تلميذه صلاح الدين


، وكان بين عمل المنبر وحمله ما يزيد على عشرين سنة.


هذي العزائم لا ما تدَّعي الخطب هذي المكارم لا ما قالت الكتب


وهذه الهمم اللاتي متى خطَبَتْ تعثرت خلفها الأشعار والخُطبُ


والصارم العضب الذي فتح الورى ما زال في يد أهله مسلولا

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق