الجمعة، 28 مارس 2014

الظلم مرتعه وخيم
*قصة المعتمد حاكم بعض ولايات الأندلس:


وها هو المعتمد حاكم بعض ولايات الأندلس ذلكم الشجاع القوي المترف،


يستعين به حاكم ولاية مجاورة، غزاها أحد أعدائه ....


فيسرع المعتمد لنجدة ذلك الرجل ويرجع ذلك الغازي مدحوراً لما رأى جيوش المعتمد.
في ظلام الليل يقوم ليبث جنوده في المدينة وحول قصر من استنجد به ويحتل المدينة ويا له من مجير....!!





أصيب ذلك الحاكم بصدمة عنيفة شُلَّ منها.....


قبض عليه وعلى والده وأخذت أمواله وأودع السجن، وسبيت زوجاته وبناته ثم أخرج من ولايته مهاناً ذليلاً..


يقول أبوه:


والله! إن هذا بسبب دعوة مظلوم ظلمناه بالأمس.
ثم يرفع يديه إلى من لا يغفل عما يعمل الظالمون، قائلا: اللهم كما انتقمت للمظلومين منا فانتقم لنا من الظالمين.


وتصعد الدعوة إلى من ينصر المظلوم، ويظل المعتمد في ملكه فترة، ينام والمظلوم يدعو عليه وعين الله لم تنم، وتجتاحه دولة المرابطين في ليلة من الليالي و تأسره في آخر الليل..


ويقضي حياته في أغمات في بلاد المغرب أسيراً حسيراً كسيراً، وأصبحن بناته المترفات اللائي كن يخلط لهن التراب بالمسك ليمشين عليه؛ حسيرات يغزلن للناس الصوف ما عندهن ما يسترن به سوآتهن، ويأتين أباهن يوم العيد في السجن يزرنه، فيتأوه ويبكي وينشد وكان شاعراً:


فيما مضى كنت بالأعياد مسروراً             فساءك العيد في أغمات مأسوراً




ترى بناتك في الأطمار جائعة             يغزلن للناس ما يملكن قطميرا




برزن نحوك للتسليم خاشعة            أبصارهن حسيرات مكاسيرا




يطأن في الطين والأقدام حافية          كأنها لم تطأ مسكا وكافورا




من بات بعدك في ملك يسر به           فإنما بات بالأحلام مغرورا


كم من دعوة مظلوم قصمت ظهر طاغية، والعدل أساس الملك: وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً [الكهف:49].













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق