الأحد، 11 أغسطس 2019


(تفسير جزء عم (سورة الفيل)

بسم الله الرحمن الرحيم

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ) سورة الفيل(1ـ5)

* قصة أصحاب الفيل

ذكر الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

فإن الله تعالى يقرر ما فعل سبحانه وتعالى بأصحاب الفيل، وأصحاب الفيل هم أهل اليمن الذين جاؤوا لهدم الكعبة بفيل عظيم أرسله إليهم ملك الحبشة

وسبب ذلك :

أن ملك اليمن أراد أن يصد الناس عن الحج إلى الكعبة، بيت الله عز وجل فبنى بيتاً يشبه الكعبة، ودعى الناس إلى حجه ليصدهم عن حج بيت الله فغضب لذلك العرب، وذهب رجل منهم إلى هذا البيت الذي جعله ملك اليمن بدلاً عن الكعبة وتغوَّط فيه، ولطخ جدرانه بالقذر

فغضب ملك اليمن غضباً شديداً، وأخبر ملك الحبشة بذلك فأرسل إليه هذا الفيل العظيم

قيل: وكان معه ستة فيلة لتساعده فجاء ملك اليمن بجنوده ليهدم الكعبة على زعمه

ولكن الله سبحانه حافظ بيته، فلما وصلوا إلى مكان يسمى المغمَّس وقف الفيل وحرن، وأبى أن يتجه إلى الكعبة فزجره سايسه ولكنه أبى، فإذا وجهوه إلى اليمن انطلق يهرول، وإن وجهوه إلى مكة وقف. (البداية والنهاية لأبن كثير ـرحمه الله ـ (3/139) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 602/10)

وهذه آية من آيات الله عز وجل، ثم بقوا حتى أرسل الله عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل

ـ قوله تعالى { أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ). وأرسل عليهم طيراً أبابيل.

ـ قوله تعالى (تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ } قال العلماء:

ـ قوله تعالى { طَيْرًا أَبَابِيلَ } يعني: جماعات متفرقة، كل طير في منقاره حجر صلب

ـ قوله تعالى { مِّن سِجِّيلٍ } وهو الطين المشوي؛ لأنه يكون أصلب، وهذا الحجر ليس كبيراً، بل هو صغير يضرب الواحد من هؤلاء مع رأسه ويخرج من دبره ـ والعياذ بالله ـ

ـ قوله تعالى { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ } أي: كزرع أكلته الدواب ووطئته بأقدامها حتى تفتت.

س: هل تهدم الكعبة في آخر الزمان؟

في آخر الزمان سوف يُسلط عليها رجل من الحبشة يهدمها حجراً حجراً حتى تتساوى بالأرض (أخرجه البخاري كتاب الحج، باب هدم الكعبة (1595 - 1596)

لأن قصة أصحاب الفيل مقدمة لبعثة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي يكون فيها تعظيم البيت. أما في آخر الزمان فإن أهل البيت إذا أهانوه وأرادوا فيه بإلحاد بظلم، ولم يعرفوا قدره حينئذ يسلط الله عليهم من يهدمه حتى لا يبقى على وجه الأرض.

نسأل الله تعالى أن يحمي ديننا وبيته الحرام من كيد كل كائد، إنه على كل شيء قدير.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 603/10)

تم بحمد الله تفسير سورة الفيل

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق