الأربعاء، 14 أغسطس 2019


(تفسير جزء عم (سورة الكوثر )

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) سورة  الكوثر(1ـ 3)


* الفوائد على هذه الآيات:

1) نعم الله على نبيه عليه السلام.

   في قوله تعالى ((إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الكوثر :1

كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعطاه الله تعالى خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة.

 فمن ذلك النهر العظيم الذي في الجنة والذي يصبّ منه ميزابان على حوضه المورود صلى الله عليه وسلّم ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى مذاقاً من العسل، (وأطيب رائحة من المسك) (من رواية الترمذي كتاب التفسير باب ومن سورة الكوثر (3361) وقال حديث حسن صحيح..

وهذا الحوض في القيامة في عرصات القيامة يرده المؤمنون من أمة النبي صلى الله عليه وسلّم. وآنيته كنجوم السماء كثرة وحسناً (من رواية الترمذي كتاب التفسير باب ومن سورة الكوثر (3361) وقال حديث حسن صحيح..

فمن كان وارداً على شريعته في الدنيا كان وارداً على حوضه في الآخرة، ومن لم يكن وارداً على شريعته فإنه محروم منه في الآخرة.

* ومن الخيرات الكثيرة التي أعطيها النبي صلى الله عليه وسلّم في الدنيا

ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «أعطيت خمساً لم يُعطهن أحداً من الأنبياء قبلي: نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجلاً من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي المغانم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة» (أخرجه البخاري كتاب التيمم (335) . ومسلم كتاب الصلاة باب المساجد ومواضع الصلاة (521) (3) .

* ومن الخير الذي أعطيه في الآخرة

المقام المحمود، ومنه الشفاعة العظمى، فإن الناس في يوم القيامة يلحقهم من الكرب والغم ما لا يطيقون، فيطلبون الشفاعة، فيأتون إلى آدم، ثم نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى عليهم الصلاة والسلام حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيقوم ويشفع، ويقضي الله تعالى بين العباد بشفاعته (أخرجه البخاري (4712) ومسلم كتاب الإيمان، باب ادنى أهل الجنة منزلة فيها (194) (327) .

 ـ قوله تعالى (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر)َ الكوثر يعني الخير الكثير، ومنه النهر الذي في الجنة، فالنهر الذي في الجنة هو الكوثر لا شك، ويسمى كوثراً لكنه ليس هو فقط الذي أعطاه الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الخير. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 610ـ 611/10)




2) شكر الله على النعم

  في قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) الكوثر :2

ولما ذكر منته عليه بهذا الخير الكثير قال: { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}

شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن تصلي وتنحر لله، والمراد بالصلاة هنا جميع الصلوات، وأول ما يدخل فيها الصلاة المقرونة بالنحر وهي صلاة عيد الأضحى لكن الآية شاملة عامة

ـ قوله تعالى{ فَصَلِّ لِرَبِّكَ} الصلوات المفروضة والنوافل. صلوات العيد والجمعة

ـ قوله تعالى {وَانْحَر } أي: تقرب إليه بالنحر، والنحر يختص بالإبل، والذبح للبقر والغنم، لكنه ذكر النحر، لأن الإبل أنفع من غيرها بالنسبة للمساكين

والأمر في الآية أمر له وللأمة، فعلينا أن نخلص الصلاة لله، وأن نخلص النحر لله كما أُمر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلّم. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 611/10)


 

3) الأبتر المنقطع من كل خير.

  في قوله تعالى (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) الكوثر:3

ـ قوله تعالى{ إِنَّ شَانِئَكَ } يعني مبغضك

ـ قوله تعالى  (هُوَ الْأَبْتَرُ} الأبتر: اسم تفضيل من بتر

بمعنى قطع، يعني هو الأقطع. المنقطع من كل خير

وذلك أن كفار قريش يقولون:

 محمد أبتر، لا خير فيه ولا بركة فيه ولا في اتباعه، أبتر لما مات ابنه القاسم رضي الله عنه قالوا: محمد أبتر، لا يولد له، ولو ولد له فهو مقطوع النسل،

 فبين الله عز وجل أن الأبتر:.

 هو مبغض الرسول عليه الصلاة والسلام فهو الأبتر المقطوع عن كل خير. الذي ليس فيه بركة، وحياته ندامة عليه، وإذا كان هذا في مبغضه فهو أيضاً في مبغض شرعه.

 فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام فإنه كافر، خارج عن الدين

 لقول الله تعالى: { كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 9](التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 612/10)

تم بحمد الله تفسير سورة الكوثر

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق