السبت، 17 أغسطس 2019


(تفسير جزء عم (سورة الإخلاص )
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)
سورة الإخلاص(1ـ 4)
* الفوائد على هذه الآيات:
1) سبب نزول السورة.
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)  سورة الإخلاص(1ـ 4)
ذكر في سبب نزول هذه السورة:
أن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة(أخرجه الإمام أحمد في المسند (5/133) والترمذي كتاب التفسير باب ومن سورة الإخلاص (3364) . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 622/10)
 

2) صفات الله جل وعلا.
 في قوله تعالى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ)الاخلاص(1ـ 2)
قوله تعالى { قُلْ } الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً
قوله تعالى {اللَّهُ أَحَدٌ } أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه
قوله تعالى { أَحَدٌ } أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل.
ـ قوله تعالى { الصَّمَدُ } أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.
فقد روي عن ابن عباس.
أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، إلى آخر ما ذكر في الأثر (أخرجه الطبري في تفسيره 30/ 346، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 58 -59
 . وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل.
  وورد أيضاً في تفسيرها:
 أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه
 وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 622/10)
 
3) نفي الولد والوالد عن الله تعالى .
  في قوله تعالى (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) الإخلاص(3ـ 4)
ـ قوله تعالى{ لَمْ يَلِدْ } لأنه جل وعلا لا مثيل له، والولد مشتق من والده وجزء منه
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فاطمة: «إنها بَضْعَةٌ مني» (أخرجه البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة فاطمة (3714) . ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل بنت النبي رضي الله عنها (2449) (93) .
 والله جل وعلا لا مثيل له، ثم إن الولد إنما يكون للحاجة إليه
ـ إما في المعونة على مكابدة الدنيا
ـ وإما في الحاجة إلى بقاء النسل.
 والله عز وجل مستغنٍ عن ذلك. فلهذا لم يلد لأنه لا مثيل له؛ ولأنه مستغنٍ عن كل أحد عز وجل.
ـ قوله تعالى { لَمْ يَلِدْ } رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم
وهم: المشركون، واليهود، والنصارى،
* المشركين:  جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً، وقالوا: إن الملائكة بنات الله.
* اليهود : قالوا: عزير ابن الله.
* النصارى:  قالوا: المسيح ابن الله. فكذبهم الله
ـ قوله تعالى(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟!
 ـ قوله تعالى { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً، أو له مثيل. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 623/10)


4) فضل السورة .
السورة لها فضل عظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلّم:
«إنها تعدل ثلث القرآن» (أخرجه البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (5051) ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (811) (259) .
لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن, لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص.
النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال:
«لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل» (أخرجه مسلم كتاب الذكر باب فضل التهليل، (2693) (30) ..
ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 623/10)
تم بحمد الله تفسير سورة الإخلاص
صل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق