الثلاثاء، 6 أغسطس 2019


(تفسير جزء عم (سورة القارعة)
بسم الله الرحمن الرحيم
(الْقَارِعَةُ* مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ * فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ) سورة  القارعة (1ـ11)
* الفوائد على هذه الآيات.
1)ما يحدث في يوم القيامة
في قوله تعالى (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ)القارعة(1ـ 5)
ـ قوله تعالى { الْقَارِعَةُ} اسم فاعل من قرع، والمراد: التي تقرع القلوب وتفزعها وذلك عند النفخ في الصور
فهي تقرع القلوب بعد قرع الأسماع، وهذه القارعة هي قارعة عظيمة لا نظير لها قبل ذلك، وهي من أسماء يوم القيامة.
 ـ قوله تعالى { مَا الْقَارِعَةُ } {ما} هنا استفهام بمعنى التعظيم والتفخيم يعني: ما هي القارعة التي ينوه عنها؟
 ـ قوله تعالى { وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} هذا زيادة في التفخيم والتعظيم والتهويل، يعني أي شيء أعلمك عن هذه القارعة؟ أي ما أعظمها وما أشدها.
ـ قوله تعالى { يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ) ثم بين متى تكون؟  أي: أنها تكون في ذلك الوقت، يوم يكون الناس كالفراش المبثوث حين يخرجون من قبورهم.
 قال العلماء:
 يكونون كالفراش المبثوث، والفراش هو هذه الطيور الصغيرة التي تتزاحم عند وجود النار في الليل وهي ضعيفة وتكاد تمشي بدون هدى، وتتراكم وربما لطيشها تقع في النار وهي لا تدري، فهم يشبهون الفراش في ضعفه وحيرته وتراكمه وسيره إلى غير هدى. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 588ـ589/10)
ـ قوله تعالى (الْمَبْثُوثِ } يعني المنتشر.
لو تصورت هذا المشهد يخرج الناس من قبورهم على هذا الوجه لتصورت أمراً عظيماً لا نظير له
 هؤلاء العالم من آدم إلى أن تقوم الساعة كلهم يخرجون خروج رجل واحد في آن واحد من هذه القبور المبعثرة في مشارق الأرض ومغاربها، كلهم سيخرجون مرة واحدة، يصولون ويجولون في هذه الأرض.
ـ قوله تعالى { كَالْعِهْنِ } الصوف. وقيل: القطن.
ـ قوله تعالى { الْمَنفُوشِ} المبعثر أي: أن هذه الجبال بعد أن كانت صلبة قوية راسخة تكون مثل العهن الصوف، أو القطن المبعثر ـ سواء نفشته بيدك أو بالمنداف فإنه يكون خفيفاً يتطاير مع أدنى ريح.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 589/10)
 
 
2) أقسام الناس في الميزان.
في قوله تعالى (فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ)القارعة (6ـ 11)
قسم الله تعالى الناس إلى قسمين:
القسم الأول: من ثقلت موازينه وهو الذي رجحت حسناته على سيئاته.
القسم الثاني: من خفت موازينه وهو الذي رجحت سيئاته على حسناته، أو الذي ليس له حسنة أصلاً كالكافر.
ـ قوله تعالى { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } العيشة مأخوذة من العيش وهو الحياة، يقال: عاش الرجل زمناً طويلاً.
ـ قوله تعالى { رَّاضِيَةٍ} المعنى: أنها عيشة طيبة ليس فيها نكد، وليس فيها صخب، وليس فيها نصب، كاملة من كل وجه، وهذا يعني العيش في الجنة جعلنا الله منهم. هذا العيش لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين، لا يحزنون، ولا يخافون، في أنعم عيش، وأطيب بال، وأسر حال فهي عيشة راضية.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 589/10)
ـ قوله تعالى { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } إما أنه الكافر الذي ليس له أي حسنة، لأن حسنات الكافر يجازى بها في الدنيا ولا تنفعه في الآخرة، أو أنه مسلم ولكنه مسرف على نفسه وسيئاته أكثر.
ـ قوله تعالى { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } أم هنا بمعنى مقصوده، أي: الذي يقصده الهاوية، والهاوية من أسماء النار، يعني أنه مآله إلى نار جهنم
 وقيل: إن المراد بالأم هنا: أم الدماغ
والمعنى: أنه يلقى في النار على أم رأسه. نسأل الله السلامة.
 وإذا كانت الآية تحتمل معنيين لا يترجح أحدهما على الآخر ولا يتنافيان فإنه يؤخذ بالمعنيين جميعاً
 فيقال: يرمى في النار على أم رأسه، وأيضاً ليس له مأوى ولا مقصد إلا النار.
ـ قوله تعالى { وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } هذا من باب التفخيم والتعظيم لهذه الهاوية، يسأل ما هي؟ أتدري ما هي؟ إنها لشيء عظيم، إنها نار حامية في غاية ما يكون من الحمو
وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءاً» .أخرجه مسلم كتاب الجنة، باب جهنم (2843) (43) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 590/10).
تم بحمد الله تفسير سورة القارعة
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق