(تفسير جزء
عم (سورة الكافرون )
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ
مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ
دِينِ) سورة الكافرون (1ـ 6)
* الفوائد على هذه الآيات:
1) هذه السورة هي إحدى سورتي الإخلاص
في قوله تعالى
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )الكافرون :1
لأن سورتي الإخلاص {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وكان النبي
صلى الله عليه وسلّم يقرأ بهما في سُنة الفجر. (أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين باب بيان
استحباب ركعتي سنة الفجر، وبيان ما يستحب أن يقرأ فيهما (726) (98) .
وفي سنة المغرب (رجه الترمذي كتاب الصلاة باب ما جاء في الركعتين
بعد المغرب والقراءة فيهما (431) وقال: حديث غريب. وابن ماجه ابواب إقامة الصلوات باب
ما يقرأ في الركعتين بعد المغرب (
، وفي ركعتي الطواف (أخرجه مسلم كتاب الحج باب حجة النبي صلى
الله عليه وسلم (1218) (147) .
لما تضمنتاه من الإخلاص لله عز
وجل، والثناء عليه بالصفات الكاملة في سورة {قل هو الله أحد} . {قل يا أيها الكافرون}
يناديهم يعلن لهم بالنداء
ـ قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } وهذا يشمل كل كافر سواء كان من المشركين،
أو من اليهود، أو من النصارى، أو من الشيوعيين أو من غيرهم. كل كافر يجب أن تناديه
بقلبك أو بلسانك إن كان حاضراً لتتبرأ منه ومن عبادته. .( التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 613/ 10)
2) النهي عن عبادة غير الله.
في قوله تعالى (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا
أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ)الكافرون(2ـ 5)
ـ قوله تعالى{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: لا أعبد الذين تعبدونهم، وهم الأصنام
ـ قوله تعالى { وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } وهو الله
يعني: أنا لا أعبد أصنامكم وأنتم لا تعبدون الله
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
ـ قوله تعالى{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } هذا الفعل.
ـ قوله تعالى { وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ
مَا أَعْبُدُ } أي: في القبول
بمعنى ولن أقبل غير عبادتي، ولن
أقبل عبادتكم، وأنتم كذلك لن تقبلوا. فتكون الجملة الأولى عائدة على الفعل.
والجملة الثانية عائدة على القبول
والرضا، يعني لا أعبده ولا أرضاه، وأنتم كذلك. لا تعبدون الله ولا ترضون بعبادته. (مجموع
فتاوى شيخ الإسلام: جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (16 / 534) .
ومن هنا نأخذ أن القرآن الكريم ليس فيه شيء مكرر لغير فائدة إطلاقاً،
ليس فيه شيء مكرر إلا وله فائدة. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 614ـ
615/ 10)
3) البراءة والتخلي من عبادة غير الله
في قوله
تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ )الكافرون(6)
ـ قوله تعالى(لَكُمْ دِينُكُمْ } الذي أنتم عليه وتدينون به.
ـ قوله تعالى (وَلِيَ دِينِ) فأنا برىء من دينكم، وأنتم بريئون من ديني.
ويجب أن نتبرأ من دين اليهود والنصارى والمشركين، في كل وقت وحين، ولهذا
نقر اليهود والنصارى على دينهم بالجزية، ونحن نعبد الله، وهم يعبدون ما يعبدون، فهذه
السورة فيها البراءة والتخلي من عبادة غير الله عز وجل، سواء في المعبود أو في نوع
الفعل، وفيها الإخلاص لله عز وجل، وأن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له.( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
615/ 10)
تم بحمد الله تفسير سورة
الكافرون
صل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق