الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015


الصلاة (باب في صلاة أهل الاعذار )

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

2) المسافر

يشرع للمسافر له قصر الصلاة الرباعية من أربع إلى ركعتين

قال تعالى :( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ )( النساء:101

والنبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في السفر الا قصرا, والقصر أفضل من الإتمام في قول جمهور العلماء

الحديث :( عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهَا قَالَتْ: " فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ ". روى البخاري (1090) ، ومسلم (685)

س/ متى يبدأ القصر؟

بخروج المسافر من عامر بلده لأن الله اباح القصر لمن ضرب في الأرض, ولأن لفظ السفر معناه الأسفار, أي : الخروج إلى الصحراء , فإذا لم يبرز الى الصحراء التي ينكشف فيها من بين المساكن , لم يكن مسافراً.

س/ هل يجوز الجمع للمسافر؟

يجوز للمسافر الجمع بين الظهر والعصر ,والجمع بين المغرب والعشاء في وقت أحدهما.

الحديث(عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ عَجَّلَ الْعَصْرَ إِلَى الظُّهْرِ وَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ )صحيح :رواه أبو دواد (1208)

س/ متى يباح الجمع بين الصلاتين ؟

شيخ الاسلام ابن تيمية:

ـ يباح الجمع بين الظهر والعصر ,والجمع بين المغرب والعشاء للمريض الذي يلحقه بترك الجمع مشقة .

ـ ويباح الجمع لمن يعجز عن الطهارة لكل صلاة كمن به سلس بول أو جرح لايرقا دمه والمستحاضة (ان النبي أمرها بالجمع في حديثين )(مجموع الفتاوى (24/ 72ـ73)

ـ ويباح الجمع لحصول مطر يبل الثياب وتوجد معه مشقة لان النبي جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة )(صحيح البخاري (543)ومسلم (705

 



 

س/ كيف يصلي الإنسان في الطائرة؟

أولاً: يصلي في الطائرة وهو جالس على مقعدة حيث كان اتجاه الطائرة ويومئ بالركوع والسجود, ويجعل السجود أخفض.

ثانياً: لا يصلي الفريضة في الطائرة إلا إذا كان يتمكن من الإتجاه إلى القبلة في جميع الصلاة, ويتمكن أيضاً من الركوع, والسجود, والقيام, والقعود.

ثالثاً: إذا كان لا يتمكن من ذلك فإنه يؤخر الصلاة حتى يهبط في المطار فيصلي على الأرض, فإن خاف خروج الوقت قبل الهبوط أخرها إلى وقت الثانية إن كانت مما يجمع إليها كالظهر مع العصر, والمغرب مع العشاء, فإن خاف خروج وقت الثانية صلاهما قبل أن يخرج الوقت.

 (مثلاً)لو أقلعت الطائرة قبيل الغروب الشمس وغابت الشمس وهو في الجو فإنه لا يصلي المغرب حتى تهبط في المطار وينزل فيصلي على الأرض, فإن خاف خروج وقت المغرب أخرها إلى وقت العشاء فصلاهما جمع تأخير بعد نزوله, فإن خاف خروج وقت العشاء, ذلك عند منتصف الليل صلاهما قبل أن يخرج الوقت. (فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين 15/244)

رابعاً : كيفية صلاة الفريضة في الطائرة؟

أن يقف ويستقبل القبلة فيكبر ويقرأ الفاتحة وما تسن قراءته قبلها من الإستفتاح أو بعدها من القرآن, ثم يركع, ثم يرفع من الركوع ويطمئن قائماً, ويسجد ثم يرفع من السجود ويطمئن جالساً, ثم يسجد الثانية, ثم يفعل كذلك في بقية صلاته فإن لم يتمكن من السجود جلس, وأومأ بالسجود جالساً.                            

س/ كيف يحرم بالحج والعمرة من سافر في الطائرة ؟

أولاً: يغتسل في بيته ويبقى في ثيابه المعتادة, وإن شاء لبس ثياب الإحرام.

ثانياً: فإذا قربت الطائرة من محاذاة الميقات لبس ثياب الإحرام إن نواه من حج أو عمرة.

ثالثاً: فإن أحرم قبل محاذاة الميقات احتياطاً خوفاً من الغفلة أو النسيان فلا بأس. (فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين 15/245)






س/ ماهي المدة التي تقصر فيها القصر ؟

المسافة التي تقصر فيها الصلاة حددها بعض العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً

وحددها بعض العلماء بما جرى به العرف, أنه سفر وإن لم يبلغ ثمانين كيلو متراً, وما قال الناس عنه: إنه ليس بسفر, فليس بسفر ولو بلغ مائة كيلو متر.

وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله

 – وذلك لأن الله تعالى لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد مسافة معينة.

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - الحديث رقم (163):163- (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ [شَكَّ شُعْبَةُ] ، قصر الصلاة ، [وفي رواية : صَلِّي رَكْعَتَيْنِ]

وقول شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله تعالى – أقرب إلى الصواب.

ولا حرج عند اختلاف العرف فيه أن يأخذ الإنسان بالقول بالتحديد؛ لأنه قال به بعض الأئمة والعلماء المجتهدين, فليس عليهم به بأس إن شاء الله تعالى, أما مادام الأمر منضبطاً فالرجوع إلى العرف هو الصواب.(فتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين (15/265)







3) الصلاة على الراحلة للعذر :

 - تجوز صلاة الفريضة على الراحلة إذا تعذر النزول عنها بسبب التأذي بالمطر أو الوحل ؛

- كما تجوز الصلاة على الراحلة كذلك لمن خاف على نفسه من عدوٍّ أو سَبُعٍ, ولكن يجب عليه استقبال القبلة ، ويجب عليه فعل ما يقدر عليه من الركوع وسجود وإيماء بهما وطمأنينة لقوله تعالى :( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن :16

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق