الحديث الثاني عشر (الاشتغال بما يفيد)
الحمد
الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
الحديث.
عن أبي هريرةَ
رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {مِنْ
حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ}حديثٌ حَسَنٌ رواه التِّرمذيُّ وغيرُه هكذا
·
أهمية الحديث:
·
قال ابن رجب : هذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب (جامع
العلوم والحكم صـ105)
ـ وقال محمد بن أبي زيد:
جماع
أدب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث
1ـ حديث " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً
أو ليصمت "
2ـ حديث " لا تغضب"
3ـ وحديث " المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(قواعد
وفوائد على الأربعين النووية صـ122)
·
مفردات الحديث.
"من حسن إسلام
المرء" من كمال إسلامه وتمامه وعلامات صدق إيمانه .
" المراد بالإنسان " يشمل ذكراً كان
أم أنثى .
"مالا يعنيه" مالا يهمه من أمر الدين والدنيا من الأفعال أو الأقوال.
يقال :
عناه الأمر يعينه ,إذا تعلقت عنايته به وكان من غرضه ومقصوده.(الوافي
شرح الاربعين النووية صـ90)
·
المسائل في هذا الحديث.
1ـ كمال اسلام العبد.
إن من
علامة كمال إسلام العبد واستقامته تركه ما ليس له به غرض من الأقوال والأفعال
واقتصاره على ما يعينه منها.(قواعد وفوائد
على الاربعين النووية صـ112)
2ـ حسن الاسلام.
قال الشيخ صالح ال الشيخ:
حسن
الاسلام ـ جاء هذا اللفظ ومشتقاته في أحاديث متعددة منها
مثلاً:
قوله عليه السلام
(إذا
أحسن أحدكم إسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا عمل
بالسيئة كانت السيئة بمثلها) وله الفاظ أخرى.(شرح
الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
س/ هل إحسان العمل فيه متفاوتون لتفاوت الفضل والمرتبة والأجر ؟
فمن
أسباب تزايد الحسنات إلى (700) ضعف , أن يكون إحسان اسلامه عظيم
*قال ابن عباس ـ وغيره من المفسرين.
(إن
الحسنة بعشره أمثالها لكل......)
يعني كل
مسلم لقوله تعالى:( : مَنْ جَاءَ
بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى
إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)الانعام: (160)(شرح
الأربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
3) مالا يعينه.
قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { تَرْكُهُ
مَا لاَ يَعْنِيهِ}
س/ ما معنى يعينه؟.
أي ما
تتعلق به عنايته , ويكون من مقصده ومطلوبة , والعناية شدة الاهتمام بالشي يقال
عناه ...يعينه اهتم به وطلبه .(قواعد
وفوائد على الاربعين النووية صـ122)
·
من أقوال السلف.
*ذكر مالك في المؤطا بلغ : أنه قيل
للقمان ما بلغ بك ما نرى ؟ يريدون الفضل
* فقال لقمان(صدق
الحديث , أداء الامانة , ترك مالا يعنيني)(شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
·
أمثلة لترك مالا يعني.
ـ ترك من الأقوال التي ليس لها نفع في الدنيا والدين.
فهذا
عام يشمل بفضول المعاملات وبفضول العلاقات.
ـ عدم حفظ اللسان من لغو الكلام قال تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)ق: 18
فكثرة
الكلام والثرثرة والتدخل فيما لا يعنى يخدش شخصية المسلم ,ويقلل من قدره وهيبته في
نفوس الآخرين. (قواعد وفوائد على الاربعين النووية صـ122ـ123)
ـ ايضا ما يدخل مالا يعني:
البحث
عن أصوال لا تخصك , والحرص على معرفة الأخبار وكثرة الأسئلة التي ليست لها ضرورة .
ـ ايضا التحدث بكل ما تسمع فهذا مذموم.( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
·
يقول الشيخ محمد صالح المنجد:
كل المحرمات داخله فيما لا يعني لأنه لا يعينك ولا يفيد شيئا(شرح الاربعين النووية للشيخ محمد المنجد)
·
وقفة:
قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ
عَتِيدٌ) ق: 18
هل هذه
الآية عامة فهل الملك يكتب كل شئ أم لا؟
·
قال بعض السلف:
إن هذه
الآية عامة فالملك يكتب كل شئ حتى أنين المريض ,ولا يختص كتابته لما فيه الثواب
ولا عقاب وهذا هو الراجح.
الدليل:
إن
تقسيم ما يكتبه الملك من ثواب وعقاب يحتاج الى أن يثبت أن الملك الذي يكتب عنده
التميز في النيات وأعمال القلوب والأقوال .( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
وقال شيخ الاسلام ابن تيميه.
وهذا لا
دليل عليه يعني أن الملك يعلم ما يثاب عليه من الأقوال ومالا يثاب عليه وإنما
الملك كاتب.(كتاب الإيمان
شيخ الاسلام ابن تيمية)
·
الثمرات المجنية عند ترك مالا يعينه.
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
ينبغي
للمرء أن يترك مالا يعنيه لا في أمور دينه ودينها
لأنك
ذلك:
1ـ أحفظ للوقت
2ـ وأسلم لدينه.
3ـ وراحة وطمأنينة لنفسه.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق