الحديث السادس عشر(النهي عن الغضب)
الحمد
الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
الحديث:
عنْ أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رَجُلاً قالَ
للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( أَوْصِني. قالَ: {لاَ تَغْضَبْ} فَرَدَّدَ
مِرارًا، قالَ: {لاَ تَغْضَبْ}(أخرجه البخاري في الأدب (5765)
*أهمية الحديث.
قال الجرداني : إن هذا الحديث حديث عظيم
, وهو من جوامع الكلم ,لأنه أمر بالابتعاد عن أسباب الغضب الذي جماع الشر فيه
وجماع الخير بالتخلص منه.(الوافي شرح الأربعين النووية صـ110)
·
مفردات الحديث.
"رجلاً" قيل : هو ابو الدرداء رضي الله عنه.
"اوصني" دلني على عمل ينفعني.
"لا تغضب" اجتنب اسباب الغضب.
"فردد مراراً" كرر طلبه للوصية أكثر من مرة(الوافي شرح الأربعين النووية صـ111)
·
المسائل على هذا الحديث.
1) الوصية.
قالَ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( أَوْصِني.)
س/
مامعنى الوصية ؟
هي
الدلالة على الخير أي / دلني على كلام تخصه به على الخير .
س/ هل
يجيب من طلب منه الوصية ؟
من طلب
منه الوصية أن يجتهد في الوصية الجامعة وما يحتاجه الموصي ومستحضر لوصايا النبي
عليه الصلاة السلام ووصايا أهل العلم .(شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
س/ هل
سؤال الوصية حصل من الصحابة رضوان الله عليهم للرسول عليه الصلاة السلام ؟
نعم ـ
فالسؤال بالوصية حصل مراراً من عدد من الصحابة يسألون النبي عليه السلام (أوصني
..) واختلف عليه الصلاة السلام جوابه فمرة "لا تغضب " ومرة اخرى قال
"لايزال لسانك رطب من ذكر الله " (شرح الاربعين النووية للشيخ صالح
ال الشيخ)
س/ ما هو
السبب في اختلاف الإجابة؟
قال العلماء:
ان
اختلاف الاجابة له تفسيران .
ا) أنه عليه السلام نوع الإجابة بحسب ما يعلمه من حال السائل
,فالسائل الذى يحتاج إلى الذكر أوصاه بالذكر , والذي يحتاج إلى عدم الغضب أوصاه
إلى عدم الغضب وهكذا .
ب) إن تنوع الاجابة لتنوع خصال الخير في الوصايا في الأمة لأن
كل واحد سينقل ما وصى به النبي عليه الصلاة السلام .( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح
ال الشيخ)
2) الغضب.
تعريف
الغضب:
هو
ثوران في النفس يحملها على الرغبة في البطش والإنتقام .(الوافي شرح الاربعين النووية صـ110)
س/ مما
ينشأ عن الغضب؟
ينشأ
من ذلك كثير من الأفعال المحرمة ,كالقتل والضرب وأنواع العدوان .
لذلك
أوصى رسول الله عليه السلام بالابتعاد عن أسباب الغضب ,وعدم العمل بمقتضى الغضب بل
يجب عليه أن يجاهد نفسه بكظمه وعلاجه .(قواعد وفوائد على الاربعين النووية صـ145)
·
غضب الله سبحانه.
س/ هل الله يغضب؟
إن لله سبحانه يغضب على من عصاه وتعدى حدوده هي صفة من
صفات الله وغضب الله ليس كغضب المخلوقين (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)شورى :11
·
مراتب الغضب.
قوله عليه السلام "لا تغضب" له مرتبتان:
1) لا
تغضب إذا اتت دواعي الغضب فكظم غضبك وكظم غيضك " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
"
ال عمران:143
ال عمران:143
2) لا
تسعى إلى ما يغضبك فإذا كنت تعلم أن هذا الشي يودي بك إلى الغضب فلا تسعى في
وسائله
·
قال بعض السلف:
(الخير تسعة
اعشار في التغافل)
قال الامام أحمد:
الخير كله في التغافل ) فمثلاً التغافل في الكلام فيما
لا يحمد عقباه , فالتغافل امر محمود وهذا مبني عن التجسس والتحسس.( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح
ال الشيخ)
·
أنواع الغضب:
1ـ الغضب المحمود
2ـ الغضب المذموم
1ـ الغضب المحمود:
وهو ما كان لله وللحق , وخاصة عندما تنتهك محارم الله
عز وجل, وهذ ما كان عليه أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام فكانوا لا ينتقمون
لحظوظ النفس وإليك بعض الادلة :
1) حديث (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ
مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ)رواه مسلم 5/517
قصة موسى عليه السلام
قال
تعالى (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا) الاعراف :150
وينبغي
للمسلم أثناء غضبه أن يتصرف بحدود دينه وبما يوافق الحق والعدالة .
2ـ الغضب
المذموم:
هو
الدنيوي الذي حذر منه نبينا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب))رواه البخاري 7/190 ومسلم 5/ 517
·
آثار الغضب المذموم.
الغضب خلق مذموم وله آثار سيئة تضر بالفرد نفسه أولاً,
وبالمجتمع ثانياً:
1) أضرار على النفس.
تستطيع
أن تدرك ذلك عندما تتصور الغضوب وقد تغير لونه ,وطفح دمه , وانتفخت أوداجه , وربما
يطلق لسانه بالفاحش من القول يسب ويشتم فهذه التصرفات لها آثار سلبيه على جسمه
ودينه وماله كالقتل والاعتداء والطلاق.
2) أضرار على المجتمع.
فهي
يولد الحقد في القلوب ويودي إلى ايذاء المسلمين وهجرهم فتفسد الحياة وتنهار
المجتمعات.( الوافي شرح الأربعين النووية
صـ113)
·
علاج الغضب المذموم.
1ـ الدعاء
لأن الله هو الهادي وهو المعين على زكاة النفوس مما
يدنسها من أدران الرذيلة قال تعالى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ.)سورة غافر:60
2ـ ملازمة ذكر الله.
من قراءة القران وتسبيح وتهليل واستغفار فإن القلوب
تسكن وتطمئن قال تعالى (الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد:28
3ـ التعوذ من الشيطان.
اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ ، فَأَحَدُهُمَا
يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ
مَا يَجِدُ ، لَوْ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "روى الشيخان في صحيحهما.
4ـ اعطاء البدن حقه من النوم والراحة
وعدم إرهاقه ,فملاحظ أن كثيراً من الناس إذا بحثنا عن سبب غضبهم نجده الإرهاق
والتعب وقلة النوم والجوع (
حديث (إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ
حَقًّا)البخاري كتاب الأدب 7/102
5ـ ترك الكلام
ربما يتكلم بكلام يندم عليه بعد زوال غضبه
حديث (إذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ
")قالها ثلاثا.( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ)
·
الغضبان مسؤول عن تصرفاته.
·
س/ هل الغضبان مسؤول عن تصرفاته؟
نعم ـ إذا اتلف الإنسان حال غضبه شيئا فإنه يضمن ما أتلفه؟
ـ إذا قتل نفساً عمداً وعدوانا استحق
القصاص.
ـ ان تلفظ بالكفر حكم بردته عن الاسلام
حتى يتوب
ـ وان طلق وقع طلاقه (الوافي شرح الأربعين النووية صـ116)
وصل الله
وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق