الحديث
الخامس عشر (إكرام الضيف)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
الحديث:
عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ}.رواه مسلم كتاب الايمان 1/222
أهمية
الحديث.
قال الحافظ : هو من جوامع الكلم :اشتمل الحديث على أمور ثلاثة , تجمع
مكارم الأخلاق الفعلية والقولية
فالحديث يدعم إلى حسن معاشرة الآخرين , وحسن المعاشرة تؤدي إلى نشر
المحبة بين الناس , والمحبة تؤدي غلى التآلف والترابط.(قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ137)
·
مفردات الحديث.
"يؤمن
" الإيمان
الكامل ,المنجى من عذاب الله ,والموصل إلى رضوانه ,وأصل الإيمان التصديق والإذعان.
"اليوم
الآخر " يوم
القيامة.
"فليكرم ضيفه" يقدم له القرى ـ وهو طعام الضيف ونحوه ـ ويحسن إليه.(الوافي شرح الأربعين النووية صـ104)
·
المسائل على هذا الحديث.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قالَ: {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)
1) الاداب
يدل على أن هذه الآداب من شعب الإيمان , وأعمال الإيمان
1) منها
ما يتعلق بحقوق الله عز وجل ,مثل : كفعل الواجبات وترك المحظورات
2) منها
ما يتعلق بحقوق العباد مثل :كف الأذى وإكرام الضيف وصلة الرحم. (قواعد وفوائد على الأربعين
النووية صـ139
2) الكلام.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: (فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ)
س/ ما معنى الصمت؟
عند أهل اللغة : يقال صمت ـ بضم الميم ـ صمتا وصموتا ً أي سكت.
س/ ماذا يدل الحديث؟
قال
الامام الشافعي:
معنى الحديث : إذا أراد أن يتكلم فليفكر فإن ظهر أنه لا ضرر عليه
تكلم ,وإن ظهر أن فيه ضرراً أو شك فيه أمسك.(شرح مسلم 1/222)
ـ وعليه أن يلتزم جانب الصمت في كل من شأنه أن يسبب الأذى أو يجلب
الفساد ,فيستلزم غضب الرب سبحانه وسخطه
حديث :( لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ
، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ) (الوافي شرح الأربعين النووية صـ104)
·
الخوض في الكلام.
على المسلم إذا أراد أن يتكلم أن يفكر قبل أن يتكلم :فإن ظهر له
مايتكلم به خير محقق يثاب عليه تكلم به , وإن ظهر له أنه شر يثيره أو باطل ينشره
.... فليمسك عن الكلام فهو خير له وأسلم.
لأنه محاسب عن كل كلمة يلفظ بها , إما مثاب أو معاقب .( (قواعد وفوائد على الأربعين النووية
صـ 105)
حديث (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ
اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي
بِهَا فِي جَهَنَّمَ)رواه البخاري من حديث ابو هريرة.
·
آداب الكلام.
.للكلام
في الإسلام آداب كثيرة منها:
1) حرص المسلم على أن يتكلم بما فيه نفع , وأن يمسك عن الكلام
المحرم
( وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) المؤمنون:3
واللغو هو :
الكلام
الباطل ,كالغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس ونحوها.
2 )عدم الاكثار من الكلام المباح لأنه قد
يجر إلى المحرم أو المكروه.وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُما قال، قال رَسُول اللَّهِ : (لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللَّه فإن كثرة الكلام
بغير ذكر اللَّه تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من اللَّه القلب القاسي!) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
3)وجوب الكلام عند الحاجه إليه ,وخاصة لبيان الحق ,والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.(الوافي شرح الاربعين النووية صـ105ـ106)
3) إكرام الجار:
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: { وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ).
س/ ما معنى
الكريم؟
في
اللغة : فاق
جنسه في صفات الكمال
شرعاً:
الإكرام
هو أن تسعى في تحقيق صفات الكمال أو في تحقيقها .
س/ على
ماذا يدل الحديث؟
يدل
الحديث على إكرام الجار والنهي عن ايذاءه .
·
الوصية بالجار:
قال
تعالى :( وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)النساء:36
س/ ما معنى الجار ذي
القربى والجار الجنب ؟
فسرت بمعنيان:
أ) 1ـ أن الجار الذي قرب هو الجار الذى له قرابه.
2ـ
أن الجار هو الجار الذي ليس له قرابه.
ب) 1ـ الجار ذي القربى هو الجار القريب.
2ـ
الجار الجنب هو الجار البعيد لأن كلمة الجنب في اللغة تعنى البعيد.(شرح الاربعين النووية للشيخ صالح ال الشيخ )
حديث
:( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ
يُوَرِّثُهُ)(البخاري كتاب الأدب 7/78)
س/ ما معنى سيورثه؟
أي يجعل
له مشاركة في المال بغرض سهم يعطاء مع الأقارب (قواعد وفوائد على الأربعين
النووية صـ 140)
·
حد الجوار .
بعضهم
حده بسبعة, وبعضهم حده 40 بيتاً من يمين وشمال وإمام وخلف وهذه كله تقديرات لا تصح
, لأنه لم يصح فيها شيئا من المصطفى عليه الصلاة السلام وهذا محكوم بالعرف . وهذا
يتنوع بتنوع البلاد والعرف. (شرح الاربعين النووية للشيخ صالح
ال الشيخ )
·
حرمة أذى الجار.
يحرم على المسلم أن يؤذي أحد ا دون حق ولكن أذى الجار
أشد حرمة.
·
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ
لَا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي
لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقَهُ)). [رواه البخاري ].
·
والبوائق جمع بائقة. وهي الداهية والشي
المهلك , والأمر الشديد الذي يوافي بغتة.
·
الإحسان إلى الجار.
وسائل البر والإحسان إلى الجار كثيرة منها:
1) مواساته عند حاجته.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : " إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَوْصَانِي إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ
بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ " صحيح مسلم
2) مساعدته وتحصيل النفع
له.
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَتَهُ فِي جِدَارِهِ
"رواه
البخاري ومسلم
3) لإهداء له , ولا سيما
في المناسبات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة
لجارتها ولو فرسن شاة ) متفق عليه
أي : لا تستصغر أن تهدي لها قليلاً, ولو كان المهدي فرسن شاة , وهو
عظم عليه قليلا من اللحم والمعنى : فلتهد لها على أي حال.(الوافي شرح الاربعين النووية
صـ107)
·
مراتب الجيران:
1ـ الجار المسلم ذو الرحم
:
فهذا له حق الجوار والاسلام والقرابة .
2ـ الجار المسلم.
فهذا له حق الجوار والاسلام
3ـ الجار الغير مسلم .
وهذا له حق الجوار
وذلك لعموم النصوص (لما ذبح شاة أمر عليه الصلاة السلام أن يهدى منها لجاره اليهودي) (قواعد وفوائد على الأربعين النووية
صـ141
4) إكرام الضيف.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: {وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ}.
هذا
يدل على أن إكرام الضيف من خصال الإيمان ومن العبادات يتقرب بها العبد إلى ربه.
·
حكم إكرام الضيف ومدة الضيافة:
قال الشيخ صالح ال الشيخ:
يجب أن يضيف الضيف بالإطعام يوم وليلة وتمام الثلاثة
مستحب.
·
قال العلماء:
هذا في حق أهل القرى الذين ليس لهم مكان يمكن للضيف أن
يستأجره ,أما في المدن الكبرى التي يوجد فيها الدور المستاجرة فإنه لا تجب الضيافة
, أما إذا كان محتاج ولا مكان يأويه فإنه يجب يوم وليلة وتمام الثلاث مستحب.( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح
ال الشيخ )
حديث(قال صلى الله عليه وسلم (الضيافة ثلاثة أيام وجائزته
يوم وليلة فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه) رواه مسلم .
س/ ما لذي يقدمه للضيف؟
يقدم له ما تيسر له ـ ما يطعمه هو وأهله ولا يجب عليه
أن يتكلف له.( شرح الاربعين النووية للشيخ
صالح ال الشيخ )
آداب الضيافة .
1ـ البشاشة في وجه الضيف.
2ـ طيب الحديث معه.
3ـ المبادرة بإحضار ما تيسر عنده من طعام
وشراب .
وصلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق