الأربعاء، 3 يونيو 2015

     صيام التطوع(يتبع)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

3)صوم ست شوال.

لقول  النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ)( أخرجه مسلم (1164) عن أبي ايوب الأنصاري.)

·         حكم صيام ست من شوال :

يسن صيام ست من شوال

س/ هل لابد من التتابع في صيام الست؟

يجوز فيها التتابع ويجوز أن يصومه متفرقاً ـ لكن الأفضل أن تكون متتابعة لأن ذلك أسهل غالبا.( الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد العثيمين 6/467, شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ محمد العثيمين .)

وقال الفقهاء:

الافضل أن تكون بعد يوم العيد مباشرة, لما في ذلك من السبق إلى الخيرات.( الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد العثيمين 6/467)


س/ إن صيام الست بعد رمضان له صيام الدهر كله ما وجه ذلك؟

إن صوم رمضان بعشرة أشهر 30×10=300لأن الحسنة بعشر أمثالها وست من شوال كشهرين 6×10=60فصار ذلك كصيام الدهر. (شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ محمد العثيمين .)


س/ هل ينوب ذلك عن صيام الدهر؟

لا ـ لأن ما يعادل الشئ في الاجر لا ينوب منابه في الجزاء مثل : قراءة سورة الإخلاص ـ تعدل ثلث القرآن لوقراها المصلي في صلاته ثلاث مرات هل أجزات عن الفاتحة؟

لا تجزئ.

·       صيام ست من شوال لا يجزى عنها إلا إذا صام رمضان كاملاً. وصيام الست بمنزلة الراتبة للفريضة فيلزم أن تكون بعد الفريضة .( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين .)

س/ ماحكم من كان عليه قضاء من رمضان ؟

لابد من قضاء رمضان ـ لأن السنة أن يصومها بعد انتهاء رمضان فمن كان عليه قضاء ثم صام الستة قبل القضاء فإنه لا يحصل على ثوابها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ) لأن هذا التطوع قيده النبي  صلى الله عليه وسلم بقيد وهو أن يكون بعد رمضان .( الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد العثيمين 6/ 468)

س/ ماحكم لو أخر صيام الست لعذر مثلا : سافر من أول يوم العيد إلى نهاية شوال هل يقضيها؟

ـ قد يقال يقضيها.

ـ وقد يقال لا يقضيها لأنها سنة فات محلها.( شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ محمد العثيمين .)


س/ هل يجوز من عليه قضاء من رمضان أن يتطوع بصوم ؟

خلاف بين أهل العلم:

1)القول الأول ـ لا يجوز ـ من صام تطوعاً مثل يوم عرفة , وعليه قضاء فصومه باطل.

2) القول الثاني : يصح لأن القضاء ليس على الفور وإنما على التراخي فكما أن الإنسان له أن يصلي من النوافل قبل الفريضة ما شاء مالم يخرج الوقت 

كذلك الصوم , فما دام الوقت واسعاً فلابأس أن يصوم التطوع وعليه قضاء.

وهذا هو القول الراجح.

·       يجوز لمن عليه قضاء أن يتطوع بالصوم مادام الوقت متسعاً.

·       أما إذا كان مابقي من شعبان إلا قليل فأنه ليس عليه تطوع لضيق الوقت .

ولا شك الأفضل المبادرة بالقضاء

1)لقوله تعالى :( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)البقرة :148

2) لأنه أسرع في إبراء الذمة.

3) ليتمكن الأنسان إذا كان صيامه أقل من شهر أن يصوم ست أيام من شوال .( شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ محمد العثيمين) .


س/ لوقيد أن إنسان مرض بعد رمضان ولم يتمكن من صيامها إلا بعد خروج شهر شوال فهل يصومها أو نقول أنها سنة فات محلها؟

الظاهر:

أن يصوم لا سيما إذا كان من عادته أن  يصوم ,وكذلك المرأة إذا نفست في أول رمضان ثم طهرت (10) شوال وبدأت القضاء لم يتسر لها صيام ست من شوال إلا بعد خروج شهر شوال

فهي كذلك تصوم ست من شوال حتى لو خرج الشهر.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين .)

·       فمن ترك الصيام لعذر وقضاءها بعد شوال فنرجوا أن يكون لها أجرها.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين .)



 

 


4)صيام شهر الله المحرم.

هو الذي يلي شهر ذي الحجة وهو الذي جعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول شهور السنة وصومه أفضل الصيام بعد رمضان للحديث :( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ)( أخرجه مسلم (1163) عن أبي هريرة رضي الله عنه.)


س/ أختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل صوم شهر المحرم ,أم صوم شهر شعبان ؟

قالوا: شهر شعبان أفضل ,

لأن النبي كان يصومه كله أو  أكثره , ولم يحفظ عنه أنه كان يصوم شهر المحرم , لكن حث على صيامه (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ) ولأن صوم شعبان ينزل منزلة الراتبة بعد الفريضة وصوم المحرم ينزل منزلة النفل المطلق ,

ومنزلة الراتبة أفضل من النفل المطلق.( الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد العثيمين 6/ 469)

·       ويقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

الشهران يسن صومهما .( الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد العثيمين 6/ 469)

والأقرب والله أعلم :

أفضل الشهور يصام فيه شهر الله المحرم لكن لا يصام كله ولا أكثره كشعبان

لأجل أن يقيد السنة القولية بالسنة العملية .( شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ محمد العثيمين .)


س/ كيف نجمع بين حديث ( نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصوم بعد منتصف شعبان) وبين إكثار النبي صلى الله عليه وسلم الصيام في شعبان وهذا يقتضي أكثر من نصف شعبان )؟

حديث (نهى النبي عليه السلام الصوم بعد منتصف شعبان )

من العلماء من ضعفه وقال أنه حديث شاذ, ومنهم من صححه .

ـ لكن يبقى النظر إذا صححنا حديث (نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصوم بعد منتصف شعبان )

إذا صح يراد أن لا تصوموا ابتداءً, أما امتداداً فلا باس.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين .)



 
 


5)صيام يوم عاشوراء .

لأن النبي صلى الله عليه وسلم : (سئل عن صوم يوم عاشوراء ؟فقال : أحتَسبُ علَى اللهِ أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ )( أخرجه مسلم (1162) عن أبي قتادة رضي الله عنه .)

·       ثم يليه التاسع :

لقوله عليه الصلاة السلام (لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)( أخرجه مسلم 2/ 819 عن أبي عباس رضي الله عنه .)

يعني مع العاشر.


س/ هل يكره إفراد العاشر ؟

قيل: يكره للحديث (صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا)( أخرجه أحمد في المسند 1/ 241 والبيهقي 4/ 287 موقوفا عن أبي عباس بلفظ "صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود )وسنده صحيح)

وقيل : لا يكره .( قال شيخ الاسلام في الإختيارات (110)(وصيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراد بالصوم )

لكنه لا يحصل على الأجر التام إذا أفرده .


س/ فصوم العاشر أوكد من التاسع , وأو كد من بقية الأيام ما سبب في ذلك؟

لأن هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وقومه , وأهلك فرعون وقومه .

حديث : (.قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.)( أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1130) (128))( الشرح الممتع على زاد المستنقع للشيخ محمد العثيمين 6/471)

ذهب أكثر أهل العلم :أن صومه كان واجبا ثم نسخ بصوم رمضان .


س/ما فضل صيام يوم عاشوراء؟

فضله : يكفر السنة الماضية كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية :

(صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ....)( في الاختيارات صـ110 لشيخ الاسلام ابن تيمية)

حديث :( أحتَسبُ علَى اللهِ أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ)
 

       صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق