الفتور أسبابه وعلاجه
الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، كما
هو مقرر في عقيدة أهل السنة والجماعة، فالإيمان يعلو حتى يصل إلى الأوج والذروة، ويهبط
متضائلا تارة أخرى، والفائز من لا يغالي عند التعالي، ولا يسرف عند الهبوط.
وللفتور آثاره الضارة والمهلكة على المسلم،
ما لم يتدارك نفسه ويعمل على تجديد إيمانه، فقد يتمادى في الفتور ويتحول فتوره إلى تقصير، ثم يتحول التقصير إلى تفريط وهكذا يتشبع بالمعاصي ويستثقل الطاعة،
ما لم يتدارك نفسه ويعمل على تجديد إيمانه، فقد يتمادى في الفتور ويتحول فتوره إلى تقصير، ثم يتحول التقصير إلى تفريط وهكذا يتشبع بالمعاصي ويستثقل الطاعة،
فعن أَبِي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:"إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب
صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله
(كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين (14)(رواه الترمذي وصححه وأصله في صحيح مسلم)
(كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين (14)(رواه الترمذي وصححه وأصله في صحيح مسلم)
ومن يجب على كل
مسلم أن يتفحص قلبه ويعمل على محاسبة نفسه ويجدد الإيمان في قلبه.
أسباب الفتور
وللفتور أسبابه منها:
1 / السرف ومجاوزة الحد في تعاطي المباحات،
مما يؤدي إلى الكسل و التراخي، إن لم يكن الانقطاع و القعود،
مما يؤدي إلى الكسل و التراخي، إن لم يكن الانقطاع و القعود،
لذلك قال تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ
عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ"سورة الأعراف 31
ومما نقل عن عمر رضي الله عنه قوله: "إياكم و البطنة
في الطعام و الشراب، فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد
فيهما، فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل
لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه).
2/ ومنها إيثار حياة العزلة و التفرد:
فالفرد منا يحتاج إلى من يعينه ويشد من عزمه ويذكره، لذلك
قال تعالى: "{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ}آل عمران:103
فالفرد منا يحتاج إلى من يعينه ويشد من عزمه ويذكره، لذلك
قال تعالى: "{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ}آل عمران:103
3/ ومنها قلة تذكر الموت و الدار الآخرة:
فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة و في ضوء هذا نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم - بزيارة القبور بعد النهي و التحذير، إذ يقول :"كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها"رواه مسلم، وزاد أبو داود والنسائي: " فإنها تذكر بالآخرة".
فإن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة و في ضوء هذا نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم - بزيارة القبور بعد النهي و التحذير، إذ يقول :"كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها"رواه مسلم، وزاد أبو داود والنسائي: " فإنها تذكر بالآخرة".
4/ ومنها التقصير
في عمل اليوم و الليلة:
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء ، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة ، وترك قيام الليل ، أو صلاة الضحى ، أو تلاوة القرآن.
مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء ، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة ، وترك قيام الليل ، أو صلاة الضحى ، أو تلاوة القرآن.
5/ ومنها الاستهانة بالمعاصي والذنوب:
فإن ذلك ينتهي بالعامل لا محالة إلى الفتور
فإن ذلك ينتهي بالعامل لا محالة إلى الفتور
علاج الفتور:
ولعلاج الفتور ينبغي على المسلم
**أن يحرص على البعد عن المعاصي و السيئات
كبيرها وصغيرها، فإنها نار تحرق القلوب، وتستوجب غضب الله،
**كما يجب المواظبة على عمل اليوم و
الليلة: من ذكر ودعاء وضراعة، أو استغفار، أو قراءة قرآن، أو صلاة ضحى، أو قيام ليل،
ومناجاة ولاسيما في وقت السحر، فإن ذلك كله مولد إيماني جيد، ينشط النفوس ويحركها ويعلى
الهمم، ويقوى العزائم.
**كما يجب ترصد الأوقات الفاضلة، و
العمل على إحيائها بالطاعات فإن هذا مما ينشط النفوس، ويقوى الإرادات.
حري بنا فحص القلب،
لنعرف درجته من الزيادة والنقصان، فنحمد الله أو نستدرك. وننظر ماذا خالط قلوبنا من
الشوائب، التي تعكر الصفاء، و توهم بالاطمئنان في غير موضع الرجاء... كما يجب أن نحرص
على إلزام أنفسنا على مصاحبة الأخيار ،
قال تعالى: "اوَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ لآية 28 ، الكهف)
قال تعالى: "اوَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ لآية 28 ، الكهف)
قال ابن عباس:
لا تجاوزهم إلى غيرهم، يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة... كما يجب أن نتذكر الموت والجنة والنار فإن في دوام تذكرهما ما يحرك الهمم الساكنة و العزائم الفاترة، جاء عن ابن هرم بن حيان أنه كان يخرج في بعض الليالي، وينادى بأعلى صوته: "عجبت من الجنة كيف ينام طالبها، وعجبت من النار كيف نام هاربها، ثم يقول:
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ) الأعراف {97}".
لا تجاوزهم إلى غيرهم، يعني تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة... كما يجب أن نتذكر الموت والجنة والنار فإن في دوام تذكرهما ما يحرك الهمم الساكنة و العزائم الفاترة، جاء عن ابن هرم بن حيان أنه كان يخرج في بعض الليالي، وينادى بأعلى صوته: "عجبت من الجنة كيف ينام طالبها، وعجبت من النار كيف نام هاربها، ثم يقول:
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ) الأعراف {97}".
وختاما يجب أن يعلم كل منا أن الفتور أمر طبيعي في النفس،
لكن يجب عندما يعتري الإنسان ألا يستسلم له، ويعمل على شحذ الهمة سريعا،
قال بعض السلف: جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، فبلغت
بعضهم فقال: طوبى له! أوقد استقامت؟ ما زلت أجاهدها ولم تستقم بعد أربعين سنة!
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق