تدبر القرآن الكريم يزيد الإيمان الدليل:
﴿ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا
(2) )( سورة الأنفال)
مما يزيد الإيمان ومما يقوي الإيمان ومما يقرب من الواحد
الديان أن تتلو القرآن الكريم، كلنا نمرض، هناك أمراض تصيب الجلد، أمراض تصيب العين،
تصيب الشم، الأنف، المعدة، الأمعاء، الكبد، العظام، أمراض عضالة تنتهي بالموت، هذه
الأمراض لها أدوية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لكل داء دواء )) [ مسلم و أحمد عن جابر]
أمراض الجسم
تنتهي بموت الإنسان وأمراض القلوب تبدأ بموت الإنسان:
هناك أمراض تصيب القلوب، الحقد مرض، الكبر مرض، الاستعلاء
مرض، الانغماس في المعاصي والآثام مرض خطير، طول الأمل مرض، الغفلة عن الله مرض، أمراض
الجسم تنتهي عند الموت مهما يكن مرض عضال، ورم خبيث منتشر، انتهى هذا المرض بموت الإنسان،
مع موت الإنسان انتهى المرض، أمراض الجسم تنتهي بموت الإنسان
ولكن أمراض القلوب تبدأ بموت الإنسان، وتنتهي به إلى جهنم
وبئس المصير، شيء خطير جداً أمراض القلوب، حقد، استكبار، استعلاء، إفساد المجتمع، إضلال
الناس، أن تبني مجدك على أنقاض الآخرين ، أن تبني حياتك على موتهم، أن تبني عزك على
إذلالهم، هذه أمراض مهلكة متى تبدأ ؟ بعد الموت، الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا.
قراءة القرآن
الكريم شفاء لما في الصدور:
لذلك ما الذي يشفي من أمراض القلوب ؟ بالدليل القرآن الكريم
؟
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ (57)( سورة يونس)
شفاء لما في الصدور، مؤمن يصلي يقرأ القرآن الكريم، يحقد
؟ مستحيل،
مؤمن يصلي يقرأ القرآن الكريم، يأخذ ما ليس له ؟ مستحيل،
مؤمن يصلي يقرأ القرآن الكريم، يتكبر ؟ مستحيل،
مؤمن يصلي يقرأ القرآن الكريم، يفسد الناس ؟ مستحيل، يأخذ
ما ليس له ؟ مستحيل.
وإن لم تشعر أنك إذا تلوت القرآن شفيت نفسك من الغل، من
الحسد، من العداوة، من البغضاء، من الحقد، من رغبة عند بعض الناس لبناء المجد على أنقاض
الآخرين، إن لم تشعر بحالة الشفاء فأنت لم تقرأ القرآن الكريم
تقسيم الأمراض
إلى زمرتين ؛ الشهوات و الشبهات:
الأمراض كثيرة جداً لكن العلماء جمعوها في زمرتين،
1/الشبهات 2/ والشهوات،
الشبهات مرض يصيب العقيدة، لماذا الأمراض في البشر ؟ لماذا
الحروب ؟ لماذا العمر القصير ؟ لماذا هناك فقر ؟ لماذا هناك مجاعات ؟ شبهة
أين رحمة الله
؟ أين عدله ؟ شبهة
لماذا الغرب غني جداً ؟ بلاده جميلة جداً ؟ قوي جداً مسيطر
؟ غارق في المعاصي والآثام وكلمته هي العليا ؟ هذه شبهة
القرآن الكريم شفاء من الشبهات، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً
﴾( سورة الأنعام الآية: 44 )
القلب السليم:
قال تعالى:
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا
مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) (سورةالشعراء)
قال بعض
العلماء:
القلب السليم القلب
الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله،
والقلب السليم
القلب الذي لا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله،
والقلب السليم القلب الذي لا يحكم شرعاً غير شرع الله،
والقلب السليم القلب الذي لا يعبد إلا الله، أقسم لكم بالله
أنك إذا داومت على قراءة القرآن تشفى قطعاً من كل الشبهات ومن كل الشهوات:
﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى
﴾ ( سورة طه )
لا يضل عقله ولا تشقى نفسه:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ ( سورة البقرة )
من اتبع هدى الله عز وجل لا يضل عقله و لا تشقى نفسه:
هاتان الكلمتان خطتا المستقبل والماضي معاً:
﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾( سورة البقرة )
لا خوف عليهم في المستقبل ولا هم يحزنون:
﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا
هُوَ مَوْلَانَا ﴾ ( سورة التوبة الآية: 51 )
من آمن بالله و تدبر آيات القرآن الكريم جعل الله له مخرجاً
من حيث لا يعلم:
إذا قرأت القرآن:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾( سورة الطلاق )
إذا قرأت القرآن الكريم:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا
تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ
فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) ﴾ ( سورة فصلت )
قراءة القرآن الكريم توصل الإنسان إلى سبيل الاستقامة الذي يوصله إلى
الله:
من أراد أن يسلك سبيل الاستقامة الذي يوصله إلى الله فليقرأ
القرآن:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ
شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) ﴾ ( سورة التكوير)
بربك تمشي أنت في الطريق في الليل، والطريق ضمن غابة، والطريق
موحش، وهناك حفر و أكمات و أفاعٍ وعقارب و وحوش و مكان منزلق، إن لم يكن معك مصباح
الحادث حتمي، إن كان معك مصباح ترى الحفرة فتحيد عنها، ترى الأكمة تتجاوزها، ترى الشيء
الضار فتقتله، أفعى أو عقرب، الآن الذي يمشي في طريق في الليل موحش فيه وحوش وأفاعٍ
وعقارب و حفر و أكمات ومعه مصباح كمن يقرأ القرآن الكريم:
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ
(15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
(16) ﴾
( سورة المائدة)
ما الذي يوصلك إلى الله ؟ كثرة ذكره،
ما الذي يوصلك إلى الله ؟ الاستقامة على أمره،
ما الذي يوصلك إلى الله ؟ الخوف منه، سبل الوصول وعلامات
القبول.
الفرق الواضح بين قراءة الصحابة للقرآن وبين قراءتنا نحن للقرآن:
الآن أريد أن
أبين لكم الفرق الواضح بين قراءة الصحابة للقرآن وبين قراءتنا نحن للقرآن.
معظم المسلمين
يقرأ القرآن ليطلع على كتاب الله هذا، يقرأ للاطلاع، ليزداد ثقافة، ليزداد علماً، ليستمتع
بنظمه العظيم، ببلاغته، إلى آخره، لكن الصحابة الكرام قرؤوا القرآن الكريم بطريقة أخرى،
هذا كلام الخالق ماذا يريد مني أن أفعل ؟ يقرأ ليطبق، يقرأ لينفذ، يقرأ لينصاع إلى
كلام الله، هذا الفرق بيننا وبينهم، بين أن نتثقف بالقرآن، يقول لك ثقافته القرآنية
جيدة، بين أن نتثقف به وبين أن نأخذه كمنهج تطبيقي لحياتنا
(( ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ))
(( رب تال للقرآن
و القرآن يلعنه ))[ ورد في الأثر]
المؤمن الصادق
يقرأ ليطبق، يقرأ لينصاع إلى كلام الله، يقرأ ليسير على الطريق إلى الله،
من قرأ آية و لم يشعر أنه معني بها ففي إيمانه خلل:
أنت حينما تقرأ
هذه الآية ولا تشعر أنك معني بها ففي الإيمان خلل، كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام
يكتفون بعشر آيات يحفظونها ويعملون بها، فإذا عملوا بها انتقلوا إلى عشر آيات أخرى،
أنت حينما تقرأ قراءة تطبيق، قراءة انصياع، قراءة طاعة، تكون قد تعاملت مع القرآن الكريم
كما كان الصحابة الكرام يتعاملون مع القرآن الكريم، أنت حينما لا سمح الله ولا قدر
دون أن تشعر أنت في مجلس تغتاب ما قيمة قراءتك لهذه الآية:
﴿ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ﴾( سورة الحجرات الآية:
12 )
المؤمن رجل مبدأ و قيم لا يتنازل عن دينه و مبادئه أبداً:
إن لم يصنع
منك القرآن الكريم معجزة لن تنتفع به، مؤمن تقرأ القرآن الكريم أنت رجل مبدأ، رجل موقف،
رجل قيم، رجل تحمل رسالة،
هكذا صنع النبي عليه الصلاة
والسلام أصحابه، طلب خالد خمسين ألف جندي مدداً ليواجه عدواً، الصديق رضي الله عنه
أرسل له رجلاً واحداً، اسمه القعقاع بن عمرو، فلما وصل إليه قال أين المدد ؟ قال له:
أنا المدد، قال له: أنت ؟ قال له: أنا، معه كتاب، قرأ الكتاب، يقول أبو بكر: فو الذي
بعث محمداً بالحق، إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم.
لذلك:
﴿ إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ ( سورة فاطر الآية: 28 ).
العلماء وحدهم وليس أحد سواهم، فإذا أردت الدنيا
فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد جهل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق