الخميس، 11 فبراير 2016

 
تفسير سورة الكوثر

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


 

يقول الله تعالى لنبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ممتنا عليه‏:

‏ ‏{‏إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‏} أي‏:‏ الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم القيامة، من النهر الذي يقال له ‏{‏الكوثر‏}‏ ومن الحوض طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا‏.‏

ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال‏:‏

{‏فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر‏} خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات‏.‏

ولأن الصلاة تتضمن الخضوع ‏في‏ القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به‏.‏

‏{‏إِنَّ شَانِئَكَ‏}‏ أي‏:‏ مبغضك وذامك ومنتقصك

‏{‏هُوَ الْأَبْتَرُ‏}‏ أي‏:‏ المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر‏.‏

وأما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع ـ صلى الله عليه وسلم ـ

(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ865)

صل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين‏.‏

 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق