صحيح البخاري كتاب أحاديث
الأنبياء(قصة إبراهيم عليه السلام)
الحمد الله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
* باب قول الله تعالى: {واتخذ الله إبراهيم خليلا} [النساء: 125]
وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} [النحل: 120]
وَقَوْلِهِ: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]
وَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: الرَّحِيمُ
بِلِسَانِ الحَبَشَةِ
(خليلا)
شديد المحبة له.
(أمة) إماما يقتدى به في الخير أو لأنه قد اجتمع
فيه خصال من خصال الخير والأخلاق الحميدة ما يجتمع في أمة كاملة.
(قانتا)
يخضع لله تعالى ويواظب على طاعته وحده.
(لأواه) متضرع كثير الدعاء والبكاء .
3349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ
جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
" إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ
وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]،
وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ
القِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ
الشِّمَالِ، فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا
مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ
فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ ":
{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة: 117]- إِلَى قَوْلِهِ - {العَزِيزُ الحَكِيمُ}
(الحديث 3349ـ أطرافه في :3447ـ 4625ـ 4626ـ 4740ـ6524ـ 6525ـ 6526)
W3171 (3/1222)
(محشورون)
مجموعون يوم القيامة.
(غرلا) جمع أغرل وهو الذي لم يختن والمعنى أنهم
يحشرون كما خلقوا لم يفقد منهم شيء وليس معهم شيء.
(فاعلين) قادرين أن نفعل ما نشاء أو فاعلين ما وعدنا
به الأنبياء / الأنبياء
104
(ذات الشمال) أي إلى النار.
(مرتدين على أعقابهم) تاركين لأحكام الإسلام وشرائعه مهملين لها
أو منكرين وليس لهم من الإسلام إلا الاسم والانتساب.
(العبد الصالح) عيسى عليه السلام.
(شهيدا) أشهد على أعمالهم التي عملوها حين كنت بين
أظهرهم.
(إلى قوله) وتتمتها {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء
شهيد. إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} / المائدة 117، 118
(توفيتني) أخذتني إليك.
(الرقيب) الراعي والحفيظ][3263، 4349، 4350، 4463، 6159 - 6161]
3350 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي أَخِي عَبْدُ الحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
" يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى
وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ
فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي
فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ
فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي
يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟
فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى
الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ،
فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ
"(الحديث:3350ـ ظرفاء في 4768ـ 4769) W3172 (3/1223) -
(قترة) سواد الدخان
(غبرة) غبار ولا يرى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد
في الوجه ولعل المراد هنا ما يغشى الوجه من شدة الكرب وما يعلوه من ظلمة الكفر.
(الأبعد) أي من رحمة الله تعالى.
(بذيخ) الذيخ ذكر الضبع الكثير الشعر أري أباه
على غير هيئته ومنظره ليسرع إلى التبرء منه.
(متلطخ) متلوث بالدم ونحوه][4490، 4491]
3352 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا
هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي البَيْتِ
لَمْ يَدْخُلْ حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ بِأَيْدِيهِمَا الأَزْلاَمُ
فَقَالَ «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ
قَطُّ» W3174 (3/1223)
(الأزلام) القداح جمع زلم وهي قطع خشبية مكتوب عليها
افعل لا تفعل ونحو ذلك كانوا يستقسمون بها في أمورهم من الاستقسام وهو طلب معرفة ما
قسم له مما لم يقسم.
(إن استقسما) ما استقسما.
(قط)
في أي زمن مضى][ر 1524]
3354 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ،
حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ قال:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ،
فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ طَوِيلٍ، لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولًا، وَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» W3176 (3/1224 )
-[ ر 809]
3355 - حَدَّثَنِي بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا النَّضْرُ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا وَذَكَرُوا لَهُ الدَّجَّالَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ،
أَوْ ك ف ر، قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ، وَلَكِنَّهُ قَالَ:
«أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى
فَجَعْدٌ آدَمُ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ
انْحَدَرَ فِي الوَادِي» W3177 (3/1224)
(فانظروا إلى صاحبكم)
يريد
نفسه صلى الله عليه وسلم والمعنى أنه شبيه بإبراهيم عليهما الصلاة والسلام فإذا نظر
إليه فكأنما رئي إبراهيم عليه السلام.
(فجعد آدم) مكتنز اللحم أسمر البشرة.
(مخطوم) مزموم.
(بخلبة) هي الليفة][ر 1480]
3358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ - بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَّا ثَلاَثَ
كَذَبَاتٍ، ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَوْلُهُ {إِنِّي
سَقِيمٌ} [الصافات:
89].
وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63].
وَقَالَ: بَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَارَةُ، إِذْ أَتَى عَلَى جَبَّارٍ
مِنَ الجَبَابِرَةِ،
فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَا هُنَا رَجُلًا مَعَهُ امْرَأَةٌ مِنْ أَحْسَنِ
النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: أُخْتِي،
فَأَتَى سَارَةَ
قَالَ: يَا سَارَةُ: لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرَكِ،
وَإِنَّ هَذَا سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، فَلاَ تُكَذِّبِينِي، فَأَرْسَلَ
إِلَيْهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ ذَهَبَ يَتَنَاوَلُهَا بِيَدِهِ فَأُخِذَ
فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتِ اللَّهَ فَأُطْلِقَ،
ثُمَّ تَنَاوَلَهَا الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ مِثْلَهَا أَوْ أَشَدَّ
فَقَالَ: ادْعِي اللَّهَ لِي وَلاَ أَضُرُّكِ، فَدَعَتْ فَأُطْلِقَ، فَدَعَا
بَعْضَ حَجَبَتِهِ
فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تَأْتُونِي بِإِنْسَانٍ، إِنَّمَا أَتَيْتُمُونِي
بِشَيْطَانٍ، فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ، فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ
بِيَدِهِ: مَهْيَا
قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كَيْدَ الكَافِرِ، أَوِ الفَاجِرِ، فِي نَحْرِهِ،
وَأَخْدَمَ هَاجَرَ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ
السَّمَاءِ.
W3179 (3/1225)
–[أخرجه مسلم في الفضائل باب من فضائل إبراهيم الخليل عليه السلام رقم 2371.
(كذبات) أي فيما يظهر للناس وبالنسبة لفهم السامعين
وهي ليست كذبا في حقيقة الأمر لأنها من المعاريض.
(ذات الله) أي لأجله.
(سقيم) مريض قال ذلك لقومه حتى لا يخرج معهم ويبقى
ليكسر الأصنام
(فأخذ) اختنق حتى ضرب برجله الأرض كأنه مصروع.
(مهيا) كلمة يستفهم بها معناها ما حالك وما شأنك.
(تلك) أي هاجر عليها السلام.
(بني ماء السماء) أراد بهم العرب لأنهم يعيشون بالمطر ويتبعون
مواقع القطر في البوادي لأجل المواشي][ر 2104]
3359 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَوْ
ابْنُ سَلاَمٍ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الحَمِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" أَمَرَ بِقَتْلِ الوَزَغِ،
وَقَالَ: كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ " W3180 (3/1226) -[ ر 3131](مرجع الاحاديث فتح الباري6/445ـ446ـ447 ـ448 )
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق