الخميس، 11 يوليو 2019


تفسير جزء عم (سورة الطارق) (2)

قـال الله تعالى

 (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا)(سورة الطارق (11ـ 17)

* الفوائد من الآيات:

1) القرآن حياة القلوب.

في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) الطارق(11ـ 13)

هذا هو القسم الثاني للسماء.

والقسم الأول ما كان في أول السورة

      قال تعالى: { وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ } الطارق(1ـ3)

وهنا قال تعالى: {و وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} الطارق(11ـ 13)

 والمناسبة بين القسمين ـ والله أعلم ـ

أن الأول: فيه إشارة إلى الطارق الذي هو النجم، والنجم تُرمى به الشياطين الذين يسترقون السمع، وفي رمي الشياطين بذلك حفظ لكتاب الله عز وجل.

 أما الثاني : فأقسم بالسماء ذات الرجع أن هذا القرآن قول فصل، فأقسم على أن القرآن قول فصل.

 فصار القسم الأول مناسبته أن فيه الإشارة إلى ما يحفظ به هذا القرآن حال إنزاله

وفي القسم الثاني الإشارة إلى أن القرآن حياة.

ـ قال تعالى { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } الرجع هو المطر، يسمى رجعاً لأنه يرجع ويتكرر، ومعلوم أن المطر به حياة الأرض.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 492/10)

 ـ قال تعالى{ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ }الطارق:12

قال ابن عباس :هو انصداعها عن النبات(تفسير ابن كثير 499/4)

الصدع هو الانشقاق يعني التشقق بخروج النبات منه، فأقسم بالمطر الذي هو سبب خروج النبات، وبالتشقق الذي يخرج منه النبات، وكله إشارة إلى حياة الأرض بعد موتها، والقرآن به حياة القلوب بعد موتها، فسمى الله القرآن روحاً لأنه تحيى به القلوب.

ـ قال تعالى{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) فصل يفصل بين الحق والباطل، وبين المتقين والظالمين،(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 493/10)

 

2) بيان أن القرآن حق.

في قوله تعالى { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}الطارق:14

أي ما هو باللعب والعبث واللغو، بل هو حق، كلماته كلها حق أخباره صدق وأحكامه عدل، وتلاوته أجر، لو تلاه الإنسان كل أوانه لم يمل منه، وإذا تلاه بتدبر وتفكر فتح الله عليه من المعاني ما لم يكن عنده من قبل،

وهذا شيء مشاهد: اقرأ القرآن وتدبره، كلما قرأته وتدبرته حصل لك من معانيه ما لم يكن يحصل لك من قبل، كل هذا لأنه فصل وليس بالهزل.. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 493/10)

 

3) نصر الله نبيه من كيد الكافرين.

في قوله تعالى (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا) (الطارق15ـ17)

ـ قال تعالى{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا } { إِنَّهُمْ } يعني الكفار المكذبين للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ـ قال تعالى { يَكِيدُونَ كَيْدًا } أي كيداً عظيماً، يكيدون للرسول عليه الصلاة والسلام، ويكيدون لمن اتبعه. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 493/10)

ـ قال تعالى { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } مهل وأمهل معناهما واحد يعني انتظر بمهلة ولا تنتظر بمهلة طويلة.

ـ قال تعالى {رويداً} أي قليلاً، ورويداً تصغير رود أو إرواد، والمراد به الشيء القليل.

 وفي هذه الآية تهديد لقريش، وتسلية للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووعد له بالنصر. وحصل الأمر كما أخبر الله عز وجل

لمادخل النبي صلى الله عليه وسلّم مكة فاتحاً منصوراً ظافراً، حتى إنه قال كما جاء في التاريخ وهو ممسك بعضادتي باب الكعبة وقريش تحته

قال لهم: «ما ترون أني فاعل بكم» ؟ لأن أمرهم أصبح بيده عليه الصلاة والسلام، «ما ترون أني فاعل بكم» ؟ قالوا: أخٌ كريم، وابن أخ كريم..

فقال: «إني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: { قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف: 92] اذهبوا فأنتم الطلقاء» (انظر زاد المعاد لابن القيم رحمه الله تعالى) (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 494/10)

تم بحمد الله تفسير سورة الطارق

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق