الثلاثاء، 30 يوليو 2019


(تفسير جزء عم (سورة القدر)

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ) سورة القدر (1ـ5)


* الفوائد على هذه الآيات.

1) فضل ليلة القدر.

  في قوله تعالةى (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)القدر(1ـ 3)

الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر ،وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل :

ـ قوله تعالى(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) [ الدخان : 3

وهي من شهر رمضان كما قال تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) البقرة 185

قال ابن عباس وغيره : أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .(تفسير ابن كثير532/4)

ـ قوله تعالى { فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }

 من العلماء من قال: القدر هو الشرف  كما يقال أي ذو شرف كبير.

ومن العلماء من قال : المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة.

والصحيح :أنه شامل للمعنيين

  فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير, وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 570/10)

ـ قوله تعالى {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} أي ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها.

قال ابن كثير:

قال تعالى معظما لشأن ليلة القدر الذي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).(تفسير ابن كثير532/4) .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 570/10)

ـ قوله تعالى(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }

والمراد بالخيرية هنا: ثواب العمل فيها ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة، ولذلك كان من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 571/10)


 

2) الأحداث التى تكون في تلك الليلة.

في قوله تعالى(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ)القدر(4ـ5)

ـ قوله تعالى{ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} أي تنزل شيئاً فشيئاً؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى الأرض شيئاً فشيئاً حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة

فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة، ونزولهم خير وبركة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 571/10)

ـ قوله تعالى { وَالرُّوحُ } هو جبريل عليه السلام خصه الله بالذكر لشرفه وفضله.

ـ قوله تعالى { بِإِذْنِ رَبِّهِم} أي بأمره، والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله ـ أي أمره ـ

ينقسم إلى قسمين: إذن كوني، وإذن شرعي.

ـ قوله تعالى { مِّن كُلِّ أَمْرٍ } قيل إن { مِّن } بمعنى الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة

ـ قوله تعالى (سَلَامٌ) والتقدير: «هي سلام» أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من يسلم فيها من الآثام وعقوباتها،

 قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (أخرجه البخاري كتاب فضل ليلة القدر باب فضل ليلة القدر (2014) ومسلم كتاب صلاة المسافرين باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (760) (175)

 ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها.

ـ قوله تعالى { هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 571/10)



* ماهي أحرى الليالي في رمضان؟

ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في العشر الأواخر» (البخاري كتاب فضل ليلة القدر باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (2021) ومسلم كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1165) (210) .

وفي رواية: «في الوتر من العشر الأواخر» (أخرجه البخاري كتاب فضل ليلة القدر القدر باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر (2017) ومسلم كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1165) (207) ..

ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر،

فقال صلى الله عليه وسلّم: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» (أخرجه البخاري كتاب فضل ليلة القدر باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر (2016) ومسلم كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها (1167) (213)

 يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر، فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون

(مثلاً) في هذا العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا..

* وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين:

الفائدة الأولى:

بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة.

الفائدة الثانية:

 كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 572/10)

تم بحمد الله تفسير سورة القدر

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق