تفسير جزء عم (سورة الشمس)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ
إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ
وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا
* كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا *فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) سورة الشمس(1ـ15)
* الفوائد على هذه الآيات.
1) أقسم الله على بعض مخلوقاته.
في قوله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا
تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ
وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ) الشمس(1ـ6)
1ـ الشمس.
في قوله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)الشمس (1)
أقسم الله تعالى بالشمس وضحاها وهو ضؤها لما في ذلك من الآيات العظيمة
الدالة على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى
2) القمر.
في قوله تعالى {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا} الشمس:2
إذا تلاها في السير؛ لأن القمر يتأخر كل يوم عن الشمس، فبينما تجده في
أول الشهر قريباً منها في المغرب، إذا هو في نصف الشهر أبعد ما يكون عنها في المشرق،
لأنه يتأخر كل يوم.
فأقسم الله تعالى بالشمس لأنها آية النهار، وبالقمر لأنه آية الليل.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
537/10)
3) الليل والنهار.
في قوله تعالى {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا }الشمس:3
إذا جلى الأرض وبينها ووضحها؛ لأنه نهار تتبين به الأشياء وتتضح
في قوله تعالى
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا }الشمس:4
إذا يغشى الشمس حين تغيب ، فتظلم
الآفاق .(تفسير
ابن كثير516/4)
4) الأرض.
في قوله تعالى { وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} الشمس:5
يعني: الأرض وما سواها مستوية، و ليست لينة جداً، وليست قوية صلبة جداً،
بل هي مناسبة للخلق على حسب ما تقوم به حوائجهم، وهذا من نعمة الله سبحانه
وتعالى على عباده أن سوى لهم الأرض وجعلها بين اللين والخشونة . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
538/10)
2) الحث على تزكية النفس.
في قوله تعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)
الشمس(7ـ 10)
ـ قوله تعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } الشمس:7
1) سواها خِلقة : سواها خلقة حيث خلق كل شيء على الوجه الذي
يناسبه ويناسب حاله . (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 538/10)
2) سواها فطرة: أي : خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة
(تفسير
ابن كثير517/4)
ـ قوله تعالى(فَأَلْهَمَهَا
فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) الشمس:8
ـ قوله تعالى { فَأَلْهَمَهَا } أي الله عز وجل ألهم هذه النفوس
ـ قوله تعالى { فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } الفجور هو ما يقابل التقوى، والتقوى طاعة
الله.
فالفجور معصية الله، فكل عاص
فهو فاجر. وإن كان الفاجر خصَّ عرفاً بأنه من ليس بعفيف . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
538/10)
وإلهامها تقواها : هو الموافق للفطرة؛ لأن الفجور خارج عن
الفطرة، لكن قد يلهمه الله بعض النفوس لانحرافها. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
539/10)
ـ قوله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} الشمس:9
ـ قوله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ } أي: فاز بالمطلوب
ـ قوله تعالى { مَن زَكَّاهَا} أي: من زكى نفسه، وليس المراد بالتزكية هنا التزكية
المنهي عنها
في قوله تعالى: { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ } [النجم: 32] .
المراد بالتزكية هنا:
1)أن يزكي نفسه بإخلاصها من الشرك وشوائب المعاصي،
حتى تبقى زكية طاهرة نقية. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 539/10)
2) طهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل .(تفسير ابن كثير 517/4)
ـ قوله تعالى { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } أي من أرداها في المهالك والمعاصي، وهذا
يحتاج إلى دعاء الله سبحانه وتعالى أن يثبت الآنسان على طاعته، وعلى القول الثابت في
الحياة الدنيا وفي الآخرة. فعليك دائماً أن تسأل الله الثبات والعلم النافع، والعمل
الصالح. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 539/10)
3) قصة قوم ثمود
في قوله تعالى
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ
اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) الشمس(11ـ 15)
ـ قوله تعالى { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } ثمود اسم قبيلة ونبيهم صالح عليه الصلاة
والسلام، وديارهم في الحجر معروفة في طريق الناس، هؤلاء كذبوا نبيهم صالًحا. ونبيهم
صالح عليه الصلاة والسلام كغيره من الآنبياء يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأعطاه الله سبحانه آية تدل على نبوته وهي الناقة
العظيمة التي تشرب من البئر يوماً وتسقيهم لبناً في اليوم الثاني. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
539/10)
ـ قوله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } أي بطغيانها وعتوها،
والباء هنا للسببية، أي: بسبب كونها طاغية كذبت الرسول.
ـ قوله تعالى { إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا }الشمس:12
هذا بيان للطغيان الذي ذكره الله عز وجل وذلك حين انبعث أشقاها
ـ قوله تعالى {إِذِ انبَعَثَ} يعني: انطلق بسرعة.
ـ قوله تعالى { أَشْقَاهَا} أي أشقى ثمود أي: أعلاهم في الشقاء ـ والعياذ بالله
ـ يريد أن يقضي على هذه الناقة.
فقال لهم رسولهم صالح عليه الصلاة
والسلام: قوله تعالى { نَاقَةَ
اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } الشمس:13
أي ذروا ناقة الله،. يعني اتركوا الناقة لا تقتلوها ولا تتعرضوا لها بسوء
ولكن كانت النتيجة بالعكس. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 540/10)
ـ قوله تعالى (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ
رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا) الشمس:14
ـ قوله تعالى { فَكَذَّبُوهُ } أي: كذبوا صالحاً وقالوا: إنك لست برسول، وهكذا
كل الرسل الذين أرسلوا إلى أقوامهم يصمهم أقوامهم بالعيب.
ـ قوله تعالى { فَعَقَرُوهَا } أي: فذبحوا الناقة عقراً حصل به الهلاك.
ـ قوله تعالى { فَدَمْدَمَ
عَلَيْهِمْ رَبُّهُم } يعني: أطبق عليهم فأهلكهم كما تقول: دمدمت البئر: أي أطبقت عليها
التراب.
ـ
قوله تعالى { بِذَنبِهِمْ} أي: بسبب ذنوبهم
ـ قوله تعالى { فَسَوَّاهَا } أي: عمها بالهلاك حتى لم يبق منهم أحد وأصبحوا في
ديارهم جاثمين. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 540/10)
ـ قوله تعالى { وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }الشمس:15
يعني: أن الله لا يخاف من عاقبة
هؤلاء الذين عذبهم، ولا يخاف من تبعتهم، لأن له الملك وبيده كل شيء. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
541/10)
تم بحمد الله تفسير سورة
الشمس
صل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق