تفسير جزء عم (سورة التين)
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ
* وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ
* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ
اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) سورة التين(1ـ 8)
* الفوائد على هذه الآيات.
1)أقسم الله على بعض مخلوقاته.
في قوله تعالى (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ
* وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(التين(1ـ3)
إقسام الله تعالى بهذه الأشياء الأربعة: بالتين، والزيتون، وطور سينين،
وهذا البلد الأمين يعني مكة، لأن السورة مكية فالمشار إليه قريب وهو مكة
ـ قوله تعالى {ووَالتِّينِ} هو الثمر المعروف،
ـ قوله تعالى {و وَالزَّيْتُونِ} معروف، وأقسم الله بهما لأنهما كثير في
فلسطين
أرض فلسطين التي فيها الأنبياء، وآخر أنبياء بني إسرائيل هو عيسى بن مريم
عليه الصلاة والسلام.
ـ قوله تعالى { وَطُورِ سِينِينَ } أقسم الله به لأنه الجبل الذي كلم الله
عنده موسى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ـ قوله تعالى{ وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}
أقسم
الله به أعني مكة لأنها أحب البقاع إلى الله فهو مكة الذي بعث الله منه محمداً صلى الله
عليه وعلى آله وسلم.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 559/10)
2) بيان حسن خلق الإنسان
في قوله تعالى (ِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)
التين (4ـ 7)
ـ قوله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ }
هو المقسم عليه وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل منتصب القامة
سوى الأعضاء حسنها.(تفسير ابن كثير529/4)
ـ قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ} فطرة وقصداً، لأنه لا يوجد أحد من المخلوقات
أحسن من بني آدم خلقة، فالمخلوقات الأرضية كلها دون بني آدم في الخلقة. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 560/10)
ـ قوله تعالى { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }
تشمل معنيين:
1) معنى يراد بها الخلقة:
خِلقة كلما ازدادت السن في الإنسان تغير إلى أردأ
في القوة الجسدية، وفي الهيئة الجسدية، وفي نضارة الوجه وغير ذلك يرد أسفل سافلين.
2) معنى يراد بها الفطرة.
وإذا قلنا إن أحسن تقويم تشمل
حتى الفطرة التي جبل الله الخلق عليها، والعبادة التي تترتب أو تنبني على هذه الفطرة،
فإن هذا إشارة إلى أن من الناس
من تعود به حاله ـ والعياذ بالله ـ
إلى أن يكون أسفل سافلين بعد أن كان في الأعلى والقمة من الإيمان والعلم
والآية تشمل المعنيين جميعاً
ثم قال تعالى: { إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }التين:6 هذا استثناء من قوله: { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }التين:7
يعني إلا المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم لا يردون إلى أسفل
السافلين، لأنهم متمسكون بإيمانهم وأعمالهم، فيبقون عليها إلى أن يموتوا. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
560/10)
ـ قوله تعالى { فَلَهُمْ أَجْر} أي ثواب
ـ قوله تعالى (غَيْرُ مَمْنُونٍ} غير مقطوع، ولا ممنون به
ـ صالحه لمعنى القطع،
ـ وصالحة لمعنى المنة
فهم لهم أجر لا ينقطع، ولا يمن عليهم به، يعني أنهم إذا استوفوا هذا الأجر
لا يمن عليهم فيقال أعطيناكم وفعلنا وفعلنا.
ـ قوله تعالى { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ }
أي:
أي شيء يكذبك أيها الإنسان بعد هذا البيان
ـ قوله تعالى { بِالدِّينِ} أي بما أمر الله به من الدين، ولهذا كلما نظر الإنسان
إلى نفسه وأصله وخلقته، وأن الله اجتباه وأحسن خلقته، وأحسن فطرته فإنه يزداد إيماناً
بالله عز وجل، وتصديقاً بكتابه وبما أخبرت به رسله. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
560/10)
3) الله أحكم الحاكمين.
في قوله تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)التين:8
ـ قوله تعالى { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } أي : أما هو أحكم الحاكمين ، الذي لا يجور
ولا يظلم أحدا ، ومن عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه.(تفسير ابن كثير529/4)
فهو سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين قدراً وشرعاً، وله الحكم، وإليه يرجع
الأمر كله. نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم بكتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى
آله وسلم، إنه على كل شيء قدير. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
560/10)
تم بحمد
الله تفسير سورة التين
صل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق