الجمعة، 15 ديسمبر 2017

30 - شرح رياض الصالحين - حديث ( 19 ) جزء ( 3 ) إن الملائكة تضع أجنحتها ل...




شرح رياض الصالحين ـ الحديث (19) حديث (إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم..) الجزء (3)




ثم إن زر بن حبيش سأل صفوان بن عسال: هل سمع من النبي صلي الله عليه وسلم يقول في الهوى شيئاً؟


الهوى: المحبة والميل، فقال: نعم، ثم ذكر قصة الأعرابي الذي كان جهوري الصوت فجاء ينادي: يا محمد؛ بصوت مرتفع.


فقيل له: ويحك أتنادي رسول الله صلي الله عليه وسلم بصوت مرتفع؟


 والله - عز وجل- يقول:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (الحجرات: 2)


 ولكن الأعراب لا يعرفون الآداب كثيراً؛ لأنهم بعيدون عن المدن وبعيدون عن العلم.


فأجابه النبي صلي الله عليه وسلم بصوت مرتفع كما سأل الأعرابي، لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم أكمل الناس هدياً، يعطي كل إنسان بقدر ما يتحمله عقله، فخاطبه النبي صلي الله عليه وسلم بمثل ما خاطبه به،


 قال له الأعرابي: ((المرء يحب القوم ولما يلحق بهم))


يعني: يحب القوم ولكن عمله دون علمهم؛ لا يساويهم في العمل، مع من يكون؟ أيكون معهم أو لا؟


فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ((المرء مع من أحب يوم القيامة))


 نعمة عظيمة - ولله الحمد-


وقد روي أنس بن مالك- رضي الله عنه- أن الرسول صلي الله عليه وسلم


 قال لرجل يحب الله ورسوله: ((إنك مع من أحببت))


قال أنس: ((فأنا أحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وأبا بكر عمر وأرجو أن أكون معهم)) .


وهكذا أيضاً نحن نشهد الله - عز وجل- على محبة رسول الله صلي الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين، وصحابته، وأئمة الهدي من بعدهم، ونسأل الله أن يجعلنا معهم.  هذه بشري للإنسان؛ أنه إذا احب قوما صار معهم وإن قصر به عمله؛ يكون معهم في الجنة ويجمعه الله معهم في الحشر، ويشربون من حوض الرسول صلي الله عليه وسلم جميعاً


وهكذا.. كما أن من أحب الكفرة فإنه ربما يكون معهم _ والعياذ بالله- لأن محبة الكافرين حرام، وأن يعلم أنهم أعداء له مهما أبدوا من الصداقة والمودة والمحبة؛ فإنهم لن يتقربوا إليك لمصلحتك فهذا شيء بعيد. إن كان يمكن أن نجمع بين الماء والنار، فيمكن أن نجمع بين محبة الكفار لنا وعداوتهم لنا؛ لأن الله تعالى سماهم أعداء


قال:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) (الممتحنة: من الآية1)


وقال عز وجل:( مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة: 98) .


فكل كافر فإن الله عدو له، وكل كافر فإنه عدو لنا، وكل كافر فإنه لا يضمر لنا إلا الشر.


ولهذا يجب عليك أن تكره من قلبك كل كافر مهما كان جنسه، ومهما كان تقربه إليك فاعلم أنه عدؤك.


قال تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) (الممتحنة: من الآية1)


إذا نأخذ من هذه قاعدة أصلها النبي - عليه الصلاة والسلام- ألا وهي:


((المرء مع من أحب)) فعليك يا أخي أن تشد قلبك على محبة الله تعالى ، ورسوله، وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، وأئمة الهدي من بعدهم لتكون معهم.


نسأل الله أن يحقق لنا ذلك بمنه وكرمه والله الموفق.


وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق