(وسائل الثبات على الإيمان)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى اله وصحبه أجمعين
إن من نعم الله علينا نعم لا تعد ولا تحصى ومن أعظمها
نعمة لإيمان والدين والثبات عل هذا الدين
خصوصاً في هذا عصر من سماته إثارة الشبهات وتهيج
الشهوات ولبس الحق بالباطل مع كثرة الفتن والانحرافات
واستهانة
بالمحرمات فلا بأس اختلاط الشباب بالفتيات ,وسماع الأغنيات.
تلون
وتقلب وتذبذب وضلال بعد هدى.
فإن دين
الله واحد والمنهج واحد والدعوة واحدة الحلال حلال والحرام حرام والمعروف معروف
والمنكر منكر
قال
تعالى :(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ
فِي الآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ)ال عمران (85)
والمراد
هنا هو :
الثبات على الحق والدين وعد الرضاء بغيره
قل
تعالى :( وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)ال عمران (102)
واعلم:
أن لا
ثبات إلا من الله
قال
تعالى :(وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا
) الاسراء(74)
- وسائل الثبات على الإيمان :
1/الصدق مع الله .
هذه مثبته للدين ,من
كان مخلصاً مع الله صادقاً في معاملته مع الله ثبته الله وأسعده في الدنيا والآخرة
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ
أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل:97
من تعامل مع الله بصدق مريداً للأخرة
شكر الله سعيه وثبته
(وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ
لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا)الاسراء:19
من تعامل مع الله بصدق وحاله
(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)الأنعام:162
ثبته الله ولم يخذله.
لابد يكون بينك وبين الله أعمال خفية سرائرلا يعلمها إلا الله
إذا اختلطت عليك الأمور ,والتبس الحق بالباطل ,وعظم الأخطب واشتد الكرب,
وما بينك وبين الله إلا أن تقول كما قال أصحاب الغار:
(اللهم أني فعلت كذا يوم كذا اللهم إن كنت فعلته ابتغاء مرضاتك فأفرج عني
ما أنا فيه)
قصة أصحاب الغار إن هناك ثلاث رجال دخلوا الغار وانطبقت عليهم الصخرة فسد
الباب فلم يستطيعوا الخروج فتوسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة الخالصة لوجه الله
فكان أحدهم عفَا عن الزنا وتركه خوف من الله والآخر أدى الأمانة لصاحبها
والآخر بار بوالديه وكل واحد يقول ((اللهم أني فعلت كذا يوم كذا اللهم إن كنت
فعلته ابتغاء مرضاتك فأفرج عني ما أنا فيه) ففرج الله عنهم وانزاحت الصخرة .
2) من وسائل الثبات
(المحافظة على الصلوات )
الصلاة هي عمود الدين وهي صلة بين العبد وبين ربه , الصلاة نور
نور في الوجه , ونور في القلب ,ونور في القبر , ونور يوم القيامة
حَافِظُوا
عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) سورة البقرة الآية 238
حديث: (مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بُرْهَانٌ وَلاَ
نُورٌ وَلاَ نَجَاةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَهَامَانَ وَفِرْعَوْنَ
وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ)
الصلاة
إذا صلحت صلح سائر العمل وإذا فسدت فسد سائر العمل
أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وفي مسند أحمد وفي السنن
الأربع بإسنادٍ صحيح
والبعض والعياذ بالله
لا يصلي , فكيف يريد التوفيق والحياة السعيدة في
الدنيا والآخرة!!!!
وأنت قطعت
صلتك بالله وهل هناك صلة أعظم من صلتك بالله ؟؟؟
قال تعالى (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا
لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)سورة المدثر
والنبي عليه الصلاة السلام إذا حزبه أمر هم إلى الصلاة
إذا حصل لك ضايقة أو مشكلة قم إلى الصلاة تجد الراحة والسكينة
فكم أذى في القلب آتاه
فنام بحرقة يخفى الأنينا
تقوا بالصلاة فقرَ عينا
وماقرت عيون الكافرينا
3)من وسائل الثبات
(الإقبال على القرآن)
وقد نص الله على أن الغاية التي
من أجلها أنزل هذا الكتاب منجماً مفصلاً هي التثبت
قال تعالى :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ
الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ
وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)الفرقان :32
س:
لماذا القرآن مصدر للتثبيت ؟
1ـ لأنه يزرع
الإيمان , ويزكي النفس بالصلة بالله.
(وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ
رَبِّهِمْ
يَتَوَكَّلُونَ )الأنفال(2)
2ـ لأن تلك الآيات
تنزل برداً وسلاماً على قلب المؤمن , فلا تعصف به الرياح الفتنة , ويطمئن قلبه
بذكر الله
ولا شك أن من قرأ القرآن وعمل بمقتضاه وطبق أحكامه وأتقنها وداوم على قراءته
وتعاهده ، فإنه يفوز برضا الله وجنته ، ويحصل على الدرجات العلا من الجنة مع
السفرة الكرام البررة ، وأنه يكون شفيعا ومحاجا لأصحابه العاملين به ، سواء كان
حافظا للقرآن عن ظهر قلب ، أو قرأه من المصحف دون حفظ له
؛ ويدل لذلك وأحمد عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه )" أخرجه الإمام
مسلم وأحمد.
وقراءة القرآن وحدها لا تكفي لحصول الشفاعة به ، بل لا بد مع القراءة أن يعمل
به
؛ ويدل لهذا ما جاء في الحديث الآخر الذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (
يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا
يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ، وَآلُ عِمْرَانَ كَأَنَّهُمَا
غَمَامَتَانِ ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ ، أَوْ
كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ). رواه مسلم
(805)(
- 4/ من وسائل الثبات
(التزام شرع الله والعمل الصالح )
قال تعالى (يُثَبِّتُ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)إبراهيم :27
- قال قتادة:
أما الحياة الدنيا : فيثبتهم بالخير والعمل
الصالح .
وفي الآخرة : في القبر.
قال تعالى :( وَلَوْ أَنَّهُمْ
فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا )
النساء:16
ـ كان الرسول عليه الصلاة والسلام
يثابر على الأعمال الصالحة.
ـ وكان أصحابه إذا عملوا عملاً أثبتوه
.
ـ وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته .
ـ حديث ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة
من السنة بنى الله له بيتاً في الجنة )رواه الترمذي والنسائي وهو صحيح النسائي.
غير
أن الأعمال الصالحة مثبته غلا أنها ايضاً تقوي الإيمان وتزيده
فعقيدة
أهل السنة والجماعة إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
وهو
رد على مذهب المرجئة الذين يرجئون العمل عن الإيمان
ويقول الشيخ محمد المنجد حفظه الله
اعتقادات
المرجئة :
لهذه الطائفة اعتقادات كثيرة ، خالفوا بها أهل السنة والجماعة ، نذكر منها :
ـ تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط .
ـ وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان ، ولا هو جزء منه ، وأن تركه بالكلية لا ينفى الإيمان بالكلية .
ـ وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم .
فالأعمال عندهم من فرائض الإيمان وشرائعه وثمراته ، وليست من حقيقته في شيء.
ـ وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان عندهم .
لهذه الطائفة اعتقادات كثيرة ، خالفوا بها أهل السنة والجماعة ، نذكر منها :
ـ تعريف الإيمان بأنه التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط .
ـ وأن العمل ليس داخلاً في حقيقة الإيمان ، ولا هو جزء منه ، وأن تركه بالكلية لا ينفى الإيمان بالكلية .
ـ وأن أصحاب المعاصي مؤمنون كاملو الإيمان بكمال تصديقهم .
فالأعمال عندهم من فرائض الإيمان وشرائعه وثمراته ، وليست من حقيقته في شيء.
ـ وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن التصديق بالشيء والجزم به لا يدخله زيادة ولا نقصان عندهم .
وكثيرمانقرأ في كتاب الله مايقر الإيمان بالعمل قال
تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا( (96)مريم
- 5)من وسائل الثبات
(المجاهدة على مخالفة الهوى)
قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) الهوى داء ومخالفته دواء.
وأفضل الجهاد (جهاد الهوى)
يقول ابن القيم:
إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله في
ظله يوم لا ظل إلا ظله ,وجدتهم أنهم نالوا ذلك لمخالفتهم الهوى
فالأمام العادل لا يتمكن من العدل إلا
لمخالفته هواه ,والشاب المؤثر لعبادة الله على دواعي شبابه لم يتمكن إلا لمخالفته
لهواه, والرجل الذي قلبه معلق بالمسجد حامله على ذلك مخالفته لهواه ,والمتصدق
المخفي لصدقته لم يقدر على ذلك إلا لمخالفته هواه , والذي دعته ذات منصب وجمال
إنما ثبت إلا لمخالفته لهواه, والذي ذكر الله خالياً ما أوصله هذا إلا لمخالفته
هواه)
ولم يكن حر الموقف وعرقه عليهم سبيل
يوم القيامة .
قال تعالى:(وَأَمَّا مَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ
الْمَأْوَى)[النازعات:40-41]
خالف الهوى تثبت على الهدى
لكن مع الأسف من نساء مسلمات يتساهلنا بالحجاب الشرعي ,أما تعلمين أن
أعداء الله يخططون ويسعون إلى خلع الحجاب ؟!
لأن المرأة المسلمة إذا خلعت حجابها كثر الفتن والسفور والإختلاط والزنا
والعياذ بالله
وقد حذرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : فاتقوا الدنيا واتقوا
النساء ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)
الحجاب آية انزلت من فوق سابع سموات وهو آية مذكور في سورة النور
والأحزاب
(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا
يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ
نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي
الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ
عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا
يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور (31)
قوله تعالى:
﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ
اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ
مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ
الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) ﴾الاحزاب
إذا كان نساء النبي عليه الصلاة والسلام وبناته أمرنا بالحجاب فهل أنت
أفضل منهم ومع ذلك تريدين الجنة ورضا الله؟!!!
إذا كنت تحبين الله ورسوله تمسكت بالحجاب!!
إذا كنت تريدن العفة والكرامة تمسكت بالحجاب!!
الحجاب حجاب لك من النار وغضب الرحمن
6) من وسائل الثبات
(طلب العلم الشرعي )
هو الهدى هو النور هو الضياء
هو حياة الروح إنه العلم الشرعي قال تعالى :
(أَوَمَن كَانَ
مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَن
مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ)الانعام:122،
"أو من كان ميتا" في ظلمات الكفر
والجهل والمعاصي،فأحييناه بنور العلم والإيمان و الطاعة هل يستوي بهذا الذي هو في
الظلمات ،ظلمات الجهل والغي و الكفر والمعاصي ؟ لا والله لا يستويان مثلا . العلم الشرعي عباد الله هو مفتاح معرفة العبادة ومفتاح قبولها وطريق
صحتها و سبيل
أدائها
على الوجه الذي يرضي الله تعالى ، فكم من مريد للخير لا يدركه
كما
يقول ابن مسعود رضي الله عنه
، فالعمل لا يقبل إلا
إذا توفر فيه شرطان
الأول أن يكون
خالصاً
لله
عز وجل؛
والثاني: - وهو الذي يفتقر
إليه كثير من الناس- ألا وهو أن يكون العمل على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،أي يكون
على الطريقة التي علمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنى لك أن يكون على
الطريقة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالعلم الشرعي ،بالتعلم ،
بالجلوس في حلقات العلم الشرعية لفقه الكتاب و السنة
وقال الله تعالى لنبيه
صلى الله عليه وسلم حاثاً له على الاستزادة من العلم : { وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (طه:114
وقال المصطفى صلى الله
عليه وسلم كما في الصحيح: (من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)
وقال تعالى : (يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} المجادلة11،
رفع الله عز
وجل في هذه الآية أهل العلم رفعين :
رفعا
عاما
مع المؤمنين لأنهم رأس المؤمنين ،
ورفعهم
رفعاً خاصا بهم أفردهم به سبحانه وتعالى لكمال علمهم به سبحانه
وخشيتهم له
سبحانه
ولذلك حينما ذُكر عند النبيِ صلى الله عليه وسلم عالمٌ وعابد ، قال عليه الصلاة والسلام :[فضل
العالم على العابد كفضلى على أدناكم
،إن الجنة عباد الله لها ثمانية أبواب ،كل باب خصص لفئة من الناس
لا يدخل منه غيرهم
:هذا
باب الريان للصائمين ،وهذا باب للمتصدقين وهذا باب الصلاة وهكذا ،إلا العلم الشرعي فإن النبي صلى
الله عليه وسلم قال فيه
:[ من سلك طريقا يلتمس
فيه علما سهل
الله
له به طريقا إلى الجنة] قال "طريقا" إلى الجنة ، "طريقا" هذا عام،
(( من سلك )) فهو عام
، فهو موصل إلى الجنة من كل أبوابها ،فاحرصوا يرحمكم الله على تعلم
العلم الشرعي والتفقه في الدين
فإذا أسست نفسك وطلبت
العلم الشرعي من كتب اسلامية ومحاضرات دينية
سوف تكون ثابت بإيمانك
عند حدوث الفتن والمغريات
(أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)التوبة (109
7) من
وسائل الثبات
(الدعوة
إلى الله)
اطلب العلم على قدر
استطاعتك وانشره بين أقرانك وأهلك في التواصل الإجتماعي فوائد دينية وفتاوى شرعية
قال تعالى :( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى
اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )يوسف(108)
حديث(مَنْ دَعَا إِلَى
هُدًى, كَانَ
لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ
أُجُورِهِمْ شَيْئًا, وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ, كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ
مَنْ تَبِعَهُ, لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أوزارهم شَيْئًا)رواه
مسلم
إذا دعوت الناس إلى يكتب
لك الأجر وماعملوه من الأعمال في ميزان حسناتك يوم القيامة فأجرك مستمر والحسنات
مستمرة في حياتك وبعد مماتك
حديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا
مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ : مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ
، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ "
اجعل همتك عاليه:
الجمال الحقيقي هو جمال
الباطن ,لا جمال الظاهر
النبي يوسف عليه السلام
أعطاه الله نصف جمال العالم ومع ذلك لم يذكر الله جماله في القرآن وإنما قال (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا
الْمُخْلَصِينَ (يوسف24
قال تعالى (يَا بَنِي
آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ
وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ)الاعراف
حديث(إِنَّ اللَّهَ لا
يَنْظُرُ
إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى
قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ(
يقول عمر بن
العبد العزيز
إني لي نفسي تواقة وماحققت
شيئاً إلا تأقت لما هو أعلى منه ,تاقت إلى الإمارة فوليتها , وتاقت نفسي إلى الخلافة
فنلتها , والآن يارجاء تاقت نفسي إلى الجنة فارجوا أن أكون من أهلها " .
8/ من وسائل الثبات
(ذكر الله تعالى )
في قوله تعالى :( يا أيها الذين
ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون )الانفال :45
فجعله من أعظم ما يعين على الثبات على
الجهاد
وتأمل أبدان فارس والروم كيف خانتهم
بالرغم من قلة عدد وعدة الذاكرين الله كثيرا.
9/ من وسائل الثبات
( اتباع منهج أهل السنة
والجماعة )
الحرص على أن يسلك المسلم طريقاً
صحيحاً ,والطريق الوحيد الصحيح الذي يجب على كل مسلم سلوكه هو طريق: أهل السنة
والجماعة ,الطائفة المنصورة ,والفرقة الناجية ,المنهج السليم وإتباع السنة والدليل
فإذا أردت الثبات فعليك إتباع منهج
السلف الصالح وهو سبيل المؤمنين .
- 10/ من وسائل الثبات
(الدعاء)
هذا من أقوى أسباب الثبات على دين
الله
11)من وسائل
الثبات
الألتفات
حول العناصر المثبتة
فالبحث عن العلماء
والصالحين والدعاة المؤمنين والالتفات حولهم معين كبير على الثبات
يقول ابن
القيم:
عن درر شيخ
الإسلام ابن تيمية في التثبيت
كذا اشتد بنا الخوف وساءت
بنا الظنون , وضاقت بنا الأرض آتيناه ,فماهو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك
كله عنا )هنا تبرز الأخوة الإسلامية كمصدر أساسي للتثبت فالأخوة الصادقة هم العون
لك على الطريق
قال تعالى (وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ
مَعَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)الكهف
(28)..
12)من
وسائل الثبات
الصبر
قال تعالى :( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر 10
حديث(وَمَنْ
يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا
وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) . روى البخاري (1469) ، ومسلم (1053)
أنواع
الصبر
1 ـ الصبر
على طاعة الله وهي أفضلها
2ـ الصبر عن
المعاصي
3ـ الصبر
على أقدار
الله المؤلمة من مرض او فقر او موت عزيز او غير
ها
الصبر أعظم عبادة تقوم
بها , لانك تمارس هذه العبادة وأنت تشعر بالألم بخلاف جميع العبادات كالصلاة
والصيام والحج والدكر .....
لذلك قال تعالى :( إِنَّمَا
يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر 10
وهذا حال المؤمن ويقول
أحدهم :
صبرت صبراً حتى مل
الصبر من صبري
أعظم الصبر هو الصبر
على الفتنة في الدين
قال تعالى (الم (1) أَحَسِبَ
النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ
فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ
الْكَاذِبِينَ (3)العنكبوت
لا تظن إذا سلكت طريق
الحق ومنهج الأنبياء أن الأرض تفرش لك ورداً ورياحين
أشد البلاء الأنبياء
ثم الأمثل فالأمثل وهذا سنة الله في أرضه صراع بين الحق والباطل
قال تعالى (أَمْ
حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ
مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ
اللَّهِ)البقرة
فكلما زاد إيمانك وزاد
نفعك للناس وتبليغك لرسالة نبيك زاد أعداءك
تالله ما الدعوات تهزم بالأذى ** أبدًا وفي التاريخ بر
يميني
لن تستطيع حصار فكري ساعة ** أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي ** وربي حافظي ومعيني
سأظل معتصمًا بحبل عقيدتي ** وأموت مبتسمًا ليحيا ديني
ثم بعد المحنة منحة
يتوعد الله بالنصر للإولياءه في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
قال تعالى (إِنَّا
لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهَادُ (الرعد51(
- 13) من وسائل الثبات
(التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار وتذكر الموت )
فالذي يعلم الأجر تهون عليه مشقة
العمل ,ويعلم بأن الذي لم يثبت فستفوته جنة عرضها السمات والأرض .
إن النفس تحتاج إلى ما يرفعها من
الطين الأرضي ويجذبها إلى العالم العلوي
ـ وكان النبي عليه الصلاة والسلام
يستخدم ذكر الجنة في تثبيت أصحابه ,
فقد مر بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذن
في الله
فقال لهم (صبراً آل ياسر صبراً فإن
موعدكم الجنة )رواه الحاكم حديث حسن صحيح
الجنة نعيم دايم فيها
مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
الجنة طيبة لا تقبل
إلا طيب من الأقوال والأفعال
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)فصلت (30
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)فصلت (30
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاًوارزقنا
اجتنابه
يارب ثبتنا على الإيمان ونجينا من سبل الشيطان
وصل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق