الجمعة، 6 يناير 2017





تفسير سورة القارعة

‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


‏التفسير

{‏الْقَارِعَةُ‏}‏من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله‏:‏


{‏كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث‏}‏ أي‏:‏ كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش‏:‏ هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون ‏

{‏كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ‏}‏ أي‏:‏ كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ‏}‏ ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين‏:‏ سعداء وأشقياء،

{‏فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ‏}‏ أي‏:‏ رجحت حسناته على سيئاته

{‏فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ‏}‏ في جنات النعيم‏.‏

{‏وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ‏}‏ بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته‏.‏

‏{‏فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ‏}‏ أي‏:‏ مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا‏}‏ ‏.‏

وقيل‏:‏ إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي‏:‏ يلقى في النار على رأسه‏.‏

‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَه‏}‏ وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله هي‏:‏

 ‏{‏نَارٌ حَامِيَةٌ‏}‏ أي‏:‏ شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا‏.‏ نستجير بالله منها‏.‏ (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ 862ـ863)

  
صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق