شرح الحديث العاشر ( صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته )
من رياض الصالحين للشيخ
محمد العثيمين رحمه الله
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول
الله صلي الله عليه وسلم
((صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته
وصلاته في سوقه بضعاً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتي
المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخط خطوة إلارفع له بها
درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة، ما كانت
الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلي فيه يقولون:
اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه)) (أخرجه البخاري رقم (647)كتاب الآذان. ومسلم رقم (649)كتاب
المساجد)
وهذا لفظ مسلم، وقوله صلي الله عليه وسلم: ((ينهزه)) هو
بفتح الباء والهاء، وبالزاي: أي يخرجه وينهضه.
الشرح:
إذا صلي الإنسان في المسجد مع الجماعة كانت هذه الصلاة أفضل
من الصلاة في بيته أو في سوقه سبعاً وعشرين مرة؛ لأن الصلاة مع الجماعة قيام بما
أوجب الله من صلاة الجماعة.
فإن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن صلاة الجماعة فرض
عين؛ وأنه يجب علي الإنسان أن يصلي مع الجماعة في المسجد، لأحاديث وردت في ذلك،
ولما اشار الله إليه - سبحانه وتعالي- في كتابه حين قال:
وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ
فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ….) (النساء:
من الآية102) .
فأوجب الله الجماعة في حال الخوف، فإذا أوجبها في حال الخوف؛ ففي حال الأمن من باب أولى وأحري.
ثم ذكر السبب في ذلك:
فأوجب الله الجماعة في حال الخوف، فإذا أوجبها في حال الخوف؛ ففي حال الأمن من باب أولى وأحري.
ثم ذكر السبب في ذلك:
((بأن الرجل إذا
توضأ في بيته فأسبغ الوضوء، ثم خرج من بيته إلي المسجد لا ينهزه، أو لا يخرجه إلا
الصلاة، لم يحط خطوة إلا رفع الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة)) ، سواء أقرب مكانه
من المسجد أم عد، كل خطوة يحصل بها
فائدتان:
الفائدة الأولي: أن الله يرفعه بها درجة.
الفائدة الأولي: أن الله يرفعه بها درجة.
والفائدة الثانية: أن الله يحط بها خطيئة، وهذا فضل عظيم.
ثم جلس ينتظر
الصلاة؛ ((فإنه في صلاة ما انتظر الصلاة))
وهذه أيضاً نعمة عظيمة؛
لو بقيت منتظراً للصلاة مدة طويلة، وأنت جالس لا تصلي، بعد
أن صليت تحية المسجد، وما شاء الله - فإنه يحسب لك أجر الصلاة.لا يزال في صلاة
ماانتظر الصلاة.
وهناك أيضاً شيء رابع:
أن الملائكة تصلي
عليه ما دام في مجلسه الذي صلي فيه، تقول (0 اللهم صل عليه، اللهم أغفر له، اللهم
ارحمه، اللهم تب عليه)) وهذا أيضاً فضل عظيم لمن حضر بهذه النية وبهذه الأفعال.
والشاهد من هذا الحديث:
والشاهد من هذا الحديث:
قوله: ((ثم خرج من بيته إلي المسجد لا يخرجه إلا الصلاة))
فإنه يدل على
اعتبار النية في حصول هذا الأجر العظيم.
أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة، فإنه لا يكتب له هذا الأجر؛
أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة، فإنه لا يكتب له هذا الأجر؛
مثلاً:
أن يخرج من بيته إلي دكانه؛ ولما أذن ذهب صلي؛ فإنه لا يحصل
علي هذا الأجر؛ لأن الأجر إنما يحصل لمن خرج من البيت لا يخرجه إلا الصلاة.
لكن ربما يكتب له الأجر من حين أن ينطلق من دكانه، أو من مكان بيعه وشرائه إلي أن يصل إلي المسجد؛ ما دام انطلق من هذا المكان وهو على طهارة. والله الموفق.
لكن ربما يكتب له الأجر من حين أن ينطلق من دكانه، أو من مكان بيعه وشرائه إلي أن يصل إلي المسجد؛ ما دام انطلق من هذا المكان وهو على طهارة. والله الموفق.
شرح رياض الصالحين الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
1/62ـ63ـ64)
صل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق