الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016




تفسير سورة العصر

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح‏.‏

والخسارة مراتب متعددة متفاوتة‏:‏

قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم‏.‏

وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسارة لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات‏:‏

الإيمان بما أمر الله بالإيمان به

 ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به‏.‏

والعمل الصالح

 وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنه، المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة‏.‏

والتواصي بالحق

 الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي‏:‏ يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه‏.‏

والتواصي بالصبر

 على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة‏.‏

فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره، وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسارة، وفاز بالربح ‏العظيم‏‏.‏

 (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للعلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ863)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق