الاثنين، 28 مارس 2016

 
 
تفسير سورة الهمزة
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
‏‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التفسير:
‏{‏وَيْلٌ‏}‏ أي‏:‏ وعيد، ووبال، وشدة عذاب
{‏لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ‏} الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز‏:‏ الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز‏:‏ الذي يعيبهم بقوله‏.‏
ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك،
‏{‏يَحْسَبُ‏}‏ بجهله ‏{‏أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ‏} في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر‏.‏
‏{‏كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ‏}‏ أي‏:‏ ليطرحن {‏فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ‏}‏ تعظيم لها، وتهويل لشأنها‏.‏
ثم فسرها بقوله‏:‏ ‏{‏نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ‏} التي وقودها الناس والحجارة ‏{‏الَّتِي‏}‏ من شدتها ‏{‏تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ‏} أي‏:‏ تنفذ من الأجسام إلى القلوب‏.‏
ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ‏} أي‏:‏ مغلقة ‏{‏فِي عَمَدٍ‏}‏ من خلف الأبواب ‏{‏مُمَدَّدَةٍ‏}‏ لئلا يخرجوا منها ‏{‏كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا‏}‏ ‏.‏
‏[‏نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية‏]‏‏.
(تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ864
صل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق