الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
التفسير:
{وَيْلٌ} أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب
{لِكُلِّ
هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الذي يهمز
الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة
والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.
ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده
والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك،
{يَحْسَبُ} بجهله {أَنَّ
مَالَهُ أَخْلَدَهُ} في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية
ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن
البر يزيد في العمر.
{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ} أي: ليطرحن {فِي الْحُطَمَةِ
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} تعظيم لها، وتهويل لشأنها.
ثم فسرها بقوله: {نَارُ
اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} التي وقودها الناس والحجارة {الَّتِي} من شدتها {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} أي: تنفذ من الأجسام
إلى القلوب.
ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها،
ولهذا قال: {إِنَّهَا
عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ} أي: مغلقة {فِي عَمَدٍ} من خلف
الأبواب {مُمَدَّدَةٍ} لئلا يخرجوا منها {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا
أُعِيدُوا فِيهَا} .
[نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية].
(تيسير
الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان الشيخ عبدالرحمن السعدي صـ864
صل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق