الأحد، 4 أكتوبر 2015


الصلاة (صلاة الاستسقاء)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

 الاستسقاء هو طلب السقي من الله , فالنفوس مجبولة على الطلب ممن يغيثها وهو الله.

كان ذلك معروفًا في الأمم الماضية, وهو من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام  قال تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ).(البقرة :60)


 

 

 س/ متى يشرع الاستسقاء ؟

إذا أجدبت الأرض(أمحلت) وانحبس المطر وأضر ذلك بهم , فلا مناص لهم أن تضرعوا إلى ربهم ويستسقوه ويستغيثوه بأنواع من التضرع :

ـ تارة بالصلاة جماعة أو فرادى .

ـ تارة بالدعاء في خطبة الجمعة .

ـ تارة بالدعاء عقب الصلوات وفي الخلوات ,

 

 

س/ ماحكم صلاة الاستسقاء ؟

سنة مؤكدة .

 عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ : " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَسْقِي فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ "(رواه البخاري (1024)ومسلم (894)

 

 

·       صفة صلاة الاستسقاء في موضعها وأحكامها كصلاة العيد:

يستحب فعلها في المصلى كصلاة العيد, وأحكامها كأحكام صلاة العيد في :

ـ عدد الركعات.

ـ والجهر بالقراءة .

ـ وكونها تصلى قبل الخطبة .

ـ وفي التكبيرات الزوائد في الركعة الأولى والثانية قبل القراءة

قال ابن عباس –رضي الله عنه - : "صلى النبي-صلى الله عليه وسلم- ركعتين كما يصلي العيد" صحيح :رواه أبو دواد (1165)

ـ يقرأ في الركعة الأولى بسورة : (سبح اسم ربك الأعلى), وفي الثانية( بسورة الغاشية).

 ـ يصليها أهل البلد في الصحراء لأنه –صلى الله عليه وسلم- لم يصلها إلا في الصحراء ,لأن ذلك أبلغ في إظهار الافتقار إلى الله.
 
 

ـ إذا أراد الإمام الخروج لصلاة الاستسقاء ينبغي أن يتقدم ذلك :

تذكير الناس بما يلين قلوبهم من ذكر ثواب الله وعقابه , ويأمرهم بالتوبة من المعاصي والخروج من المظالم بردها إلى مستحقها لأن المعاصي سبب لمنع القطر وانقطاع البركات ,والتوبة والاستغفار سبب لإجابة الدعاء.

قال تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)الاعراف:{96}

ـ يأمرهم بالصدقة على الفقراء والمساكين ,لأن ذلك سبب للرحمة .

ـ ثم يخرجون إلى المصلى بتواضع وتذلل وإظهار للافتقار إلى الله .

ـ لا يتأخر أحد من المسلمين يستطيع الخروج حتى الصبيان والنساء اللاتي لا تخشى الفتنة بخروجهن .

ـ يصلي بهم ركعتين




·       خطبة صلاة الاستسقاء.

س/ هل خطبة صلاة الاستسقاء كخطبة صلاة العيد؟

يخطب خطبة واحدة ، بعض العلماء يرى أن يخطب خطبتين والأمر واسع,

وقال الشيخ محمد العثيمين:

أما الخطبة فإنها خطبة واحدة، وليست كخطبة العيد، فالعيد فيه خطبتان، هذا هو المشهور عن أهل العلم(رسائل وفتاوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله)

س/ هل الخطبة بعد الصلاة ام قبلها؟

الخطبة بعد صلاة الاستسقاء هو أكثر أحواله-صلى الله عليه وسلم- وورد أنه خطب قبل الصلاة وقال به بعض العلماء والأول أرجح والله أعلم.

قال الشيخ محمد العثيمين:

أما الاستسقاء فهو خطبة واحدة، حتى على قول من يرى أن صلاة العيد لها خطبتان، فهي خطبة واحدة؛ إما قبل الصلاة وإما بعد الصلاة. فالأمر كله جائز، لو أن الإمام حين حضر إلى المصلى فاستقبل القبلة ودعا، وأمّن الناس على ذلك لكان كافياً، وإن أخّر الخطبة إلى ما بعد الصلاة فهو أيضاً كافٍ وجائز، فالأمر في هذا واسع. (رسائل وفتاوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله)

ــ يكثر في خطبة الاستسقاء من :

ــ الاستغفار وقراءة الآيات التي فيها الأمر به ذلك سبب لنزول الغيث .

ــ يرفع يديه لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في دعائه بالاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه .(رواه البخاري (1013)ومسلم (897)

ــ يصلي على النبي –صلى الله عليه وسلم- ذلك من أسباب الإجابة.

ــ يدعو بالدعاء الوارد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- اقتداء به .

ــ يسن أن يستقبل القبلة في آخر الدعاء ,يحول رداءه .وما شابهه من اللباس كالعباءة ونحوها .حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ)رواه البخاري (1013)ومسلم(894)

الحكمة من ذلك :التفاؤل بتحويل الحال من الشدة إلى الرخاء.

ـ إذا نزل المطر يسن أن يقف في أوله ليصيبه منه ويقول : " اللهم صيبًا نافعًا " ويقول : " مطرنا بفضل الله ورحمته ".

ـ إذا زادت المياه وخيف منها الضرر سن أن يقول :: " اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ". لأنه-صلى الله عليه وسلم – كان يقول ذك.(رواه البخاري (1013)ومسلم(897
 
 
 
 

س/ مالحكم إذا فاتت الإنسان صلاة الاستسقاء هل يقضيها؟

أما إذا فاتت الإنسان صلاة الاستسقاء، فأنا لا أعلم في هذا سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو صلى ودعا فلا بأس.

وأما صلاة العيد فإنها لا تقضى إذا فاتت، لأنها صلاة شرعت على وجه معين، وهو حضور الناس واجتماعهم على إمام واحد، فإذا فاتت فإنها لا تقضى.

كذلك صلاة الجمعة فإن صلاة الجمعة إذا فاتت لا تقضى أيضاً، لكن يصلي بدلها ظهراً؛ لأن هذا وقت الظهر، فإن لم يتمكن من الجمعة صلى الظهر.

 أما العيد فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم عنها بدل، فإذا فاتتك مع الإمام، فقد فاتت، ولا يشرع لك قضاؤها.(رسائل وفتاوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله )


وبهذا تم دروس في الصلاة فنسأل الله التوفيق والقبول

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

 
 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق