الاثنين، 19 أغسطس 2019


(تفسير جزء عم (سورة الناس)

بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)   سورة الناس (1ـ6)


* الفوائد على هذه الآيات:

1) الاستعاذة بالله .

في قوله تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَٰهِ النَّاسِ)الناس(1ـ 3)

ـ قوله تعالى { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، ورب الملائكة، ورب الجن، ورب السموات، ورب الأرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء، لكن للمناسبة خص الناس.

 ـ قوله تعالى { مَلِكِ النَّاسِ } أي الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل.

ـ قوله تعالى { إِلَٰهِ النَّاسِ} أي مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقًّا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 627/10)

 

2) الأستعاذة من الشيطان ووسوسته.

  في قوله تعالى (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)الناس(4ـ 6)

 ـ قوله تعالى { الْوَسْوَاسِ} قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل أي: الموسوس.

 والوسوسة هي: ما يلقى في القلب من الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها.

ـ قوله تعالى { الْخَنَّاسِ } الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان. ولهذا إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى (أخرجه البخاري كتاب الأذان، باب فضل التأذين (608) ومسلم كتاب الصلاة باب فضل الأذان وهروب الشيطان عند سماعه (385) (83) .

ـ قوله تعالى { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } أي أن الوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 627ـ 628/10)

 

هذه السور الثلاث:

الإخلاص، والفلق، والناس كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفه ومسح بذلك وجهه، وما استطاع من بدنه ( أخرجه البخاري كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (5017)

وربما قرأها خلف الصلوات الخمس (أخرجه أبو داؤود كتاب الوتر باب في الاستغفار (1523) والنسائي كتاب السهو باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة (1337) والحاكم (1/253) وصححه على شرط مسلم.

 فينبغي للإنسان أن يتحرى السنة في تلاوتها في مواضعها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. .(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 628/10)



وبهذا أنتهى تفسير جزء من القرآن وهو جزء النبأ

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يجعله خالصا لوجه الكريم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.