الاثنين، 24 ديسمبر 2018



ما حكم تهنئة والاحتفال بعيد الكريسمس الشيخ محمد العثيمين رحمه الله؟

* تهنئة الكفار بعيد الكريسمس.

 تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق

 كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة )

حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك

كما قال الله تعالى :{ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)سورة الزمر :7

وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )سورة المائدة:3

وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وقال فيه :( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(سورة ال عمران :85).

 وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .


* حكم الاحتفال بعيد الكريسمس.

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } .

قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) :

" مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .  

والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

الأحد، 23 ديسمبر 2018


(حفظ الله)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

معنى الحفظ

قال عبدالرحمن السعدي:

الحفظ يتضمن معنين:

أحدهما:

أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية, فإن علمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها ,وباطنها وقد كتب ذلك في اللوح المحفوظ, وفي الصحف التي في أيدي الملائكة.

الثاني:

أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون.





* أنواع حفظ الله لعباده.

حفظه لخلقه نوعان:

عام

خاص

1)  عام:

فالعام حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها مايقييها ويحفظ بنيتها , وتمشي إلى هدايته, وإلى مصالحها بإرشاده ـ وهدايته العامة.

قال تعالى:( الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)طه:50

فالله يحفظ السماوات والأرض أن تزولا أو يحفظ الخلائق بنعمه, وقد وكل بالآدمي حفظه من الملائكة يحفظونه من أمر الله, أي: يدفعون عنه كل ما يضره.

2)  خاص:

حفظه الخاص لأوليائه بحفظهم مما يضر إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشبه, والفتن, والشهوات فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية.

ـ قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)الحج:38

ـ حديث :( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)( رواه أحمد 1/263, وصححه أحمد شاكر في المسند 3/2671)

أي: أحفظ أوامره بالامتثال ونواهيه بالاجتناب, وحدوده بعدم تعديها, ويحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك, وفي جميع ما آتاك الله من فضله)( انظر توضيح الكافية الشافية صـ 122, وانظر الحق الواضح المبين صـ 59ـ 61)(ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 456)

 

 

* من كمال حفظ الله.

· من كمال حفظه

أنه يحفظ السماوات السبع أن تقع على الأرض .قال تعالى:( وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً) الأنبياء:32

· من كمال حفظه

أنه تكفل بحفظ كتابه من التحريف والتغيير والتبديل ,على مر العصور والدهور, قال سبحانه:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر:9

·       س/ كيف حفظ الله القران الكريم؟

حفظه الله في حال إنزاله, وبعد إنزاله ,ففي حال إنزاله أودعه الله في قلب رسوله عليه الصلاة والسلام وأستودعه في قلوب أمته, وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها ,والزيادة والنقص, ومعانيه من التبديل.( تيسير الكريم الرحمن صـ 590)

· من كمال حفظه.

حفظ على العباد جميع ما عملوه بعلمه وكتابته وأمره الكرام الكاتبين بحفظه. (المجموعة الكاملة 3/382ـ383)

قال تعالى:( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الأنفطار:10ـ 12

· من كمال حفظه.

أنه إذا أستودع شيئا حفظه



· من كمال حفظه.

أنه يحفظ من حفظه , كما قال النبي عليه الصلاة السلام

 (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)( قطعة من حديث رواه الترمذي (2516)

 


* من أنواع حفظ الله للعبد.

حفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:

1)   حفظه له في مصالح دنياه.

2)   حفظه له في مصالح دينه.

1)حفظه له في مصالح دنياه.

كحفظه في بدنه , وولده ,وأهله ,وماله.

حديث:( لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ " إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ ، وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي ، وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي ، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي " ( رواه ابو دواد (5074)

ـ ومن حفظ الله للعبد أن يحفظه في صحة بدنه وقوته ,وعقله وماله

ـ وقد يحفظ الله العبد لصلاحه في ولده وولده ولده

,كما في قوله تعالى( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)الكهف:82

إنهما حفظا بصلاح أبيهما.

ـ ومن أنواع حفظ الله لمن حفظه في دنياه:

أن يحفظه من شر كل من يريده بأذى من الجن والإنس

" ‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " الطلاق:2

كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفَاكَ النَّاسَ ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ شَيْئًا ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)( رواه ابن المبارك في الزهد(191) وابن شيبة في المصنف (35717)بسند صحيح.)

ـ ومن أنواع حفظ الله لمن حفظه

حفظه من الحيوانات المؤذية بالطبع, وجعل تلك الحيوانات حافظة له.

2)حفظه له في مصالح دينه.

وهو أشرفها وأفضلها, حفظ الله للعبد في دينه , فيحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات والبدع المضلة والشهوات المحرمة, ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الاسلام.


 

*  مما يلزم المؤمن حفظه.

راسه وبطنه:

وحفظ الرأس وما وعى:

يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات ,وحفظ البطن وما حوى:

يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على المحرم

قال تعالى:(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)البقرة:235

ويدخل في حفظ البطن وما حوى:

حفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات

ومما يجب حفظه من المنهيات :حفظ اللسان والفرج حديث:( مَنْ حَفِظَ لِي مَا بَيْنَ فَقْمَيْهِ - أَيْ بِسُكُونِ الْقَافِ لَحْيَيْهِ - وَفَخِذَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ)( رواه أحمد 4/398 )(الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ 207

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين